بازگشت

صفوان بن يحيي، أبومحمد البجلي الكوفي بياع السابري


ثقة، عين، و كان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث، ذكره الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الأئمة الكاظم و الرضا و الجواد عليهم السلام، و قد كان وكيلا للامامين الرضا و الجواد عليهماالسلام.

روي عن أربعين رجلا من أصحاب الامام الصادق عليه السلام، و كانت له منزلة عند الامام الرضا عليه السلام. صنف ثلاثين كتابا في ثلاثين بابا من أبواب الفقه، كان من أبرز فقهاء عصره، فقد روي الكشي بسنده أن عبدالله بن محمد بن عيسي الأسدي الملقب (بنان) قال: كنا ندخل مسجد الكوفة، فكان ينظر الينا محمد بن سنان و يقول: من أراد المعضلات فالي، و من أراد الحلال و الحرام فعليه بالشيخ، يعني صفوان بن يحيي. [1] .

و كان صفوان من الورع و العبادة علي ما لم يكن عليه أحد من طبقته، فقد تعاقد في بيت الله الحرام مع عبدالله بن جندب، و علي بن النعمان علي أن يكونوا شركاء في العبادة و أعمال البر، فان مات واحد منهم يصلي من بقي صلاته، و يصوم عنه، و يحج و يزكي عنه. فلما مات صاحباه كان صفوان يصلي لهما، و يصوم و يحج عنهما، بل كان يفعل نيابة عنهما كل ما يفعله لنفسه من أعمال البر و الصلاح.

و كان أيضا شديد التحرج في الدين، فقد بلغ من شدة تحرجه ما حكي عنه أن شخصا كلفه بحمل دينارين معه الي أهله في الكوفة، فقال له صفوان: ان جمالي مكراة، فأستأذن لك المستأجرين في ذلك. و كان هذا غاية ما وصل اليه المتورعون و المتقون من التحرج في الدين.



[ صفحه 396]



و أما عبادته رضي الله عنه فقد كان أعبد أهل زمانه، اذ كان يصلي في اليوم و الليلة مئة و خمسين ركعة، و يصوم ثلاثة أشهر من السنة، و كان يخرج زكاة ماله ثلاث مرات سنويا.

و بلغ رحمه الله من الزهد في الحياة الدنيا، و رفض أي مظهر من مظاهر الرئاسة، حتي ان الامام أباالحسن عليه السلام [2] شهد له بذلك، فقال: «ما ذئبان ضاريان في غنم قد غاب عنها رعاؤها بأضر في دين المسلم من حب الرئاسة»، ثم قال عليه السلام: «لكن صفوان لا يحب الرئاسة». [3] .

توفي رحمه الله بالمدينة المنورة سنة (210 ه)، فبعث اليه الامام الجواد عليه السلام بحنوطه و كفنه، و أمر عمه اسماعيل ابن الامام موسي الكاظم أن يصلي علي جنازته، و يتولي أمر اجنانه، و حملت جنازته الي البقيع فدفن فيه. أوردنا له في كتابنا هذا روايتين تجدهما في باب نصوص الامام الرضا عليه السلام علي ابنه الجواد بالامامة، و في باب الميراث.


پاورقي

[1] اختيار معرفة الرجال: ص 508 ح 981.

[2] الظاهر أنه أراد الامام موسي بن جعفر عليه السلام.

[3] اختيار معرفة الرجال: ص 503 ح 966.