بازگشت

نصوص الامام الرضا


و أما النصوص الواردة عن أبيه فكثيرة أوردها الشيخ المفيد في الارشاد، و الطبرسي في اعلام الوري، و الاربلي في كشف الغمة و غيرهم، و عنهم أورد المجلسي في البحار [1] ستا و عشرين رواية في النص علي امامته عليه السلام منها:

أبوالقاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيي قال: قلت للرضا عليه السلام: قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أباجعفر فكنت تقول: «يهب الله لي غلاما». فقد وهبه الله لك و قر عيوننا به، فلا أرانا الله يومك، فان كان كون فالي من؟ فأشار بيده الي أبي جعفر و هو قائم بين يديه، فقلت له: جعلت فداك، و هذا ابن ثلاث سنين، قال: «و ما يضر من ذلك! قد قام عيسي بالحجة و هو ابن أقل من ثلاث سنين».

و عنه، عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن



[ صفحه 71]



عيسي، عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام و ذكر شيئا فقال: «و ما حاجتكم الي ذلك، و هذا أبوجعفر قد أجلسته مجلسي و صيرته مكاني» و قال: «انا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة». [2] .

و عنه عن محمد بن يعقوب، قال: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيي، عن مالك بن أشيم، عن الحسين بن يسار [3] قال: كتب ابن قياما [4] الي أبي الحسن الرضا عليه السلام كتابا يقول فيه: كيف تكون اماما و ليس لك ولد؟

فأجابه أبوالحسن عليه السلام: «و ما علمك أنة لا يكون لي ولد؟ و الله لا تمضي الأيام و الليالي حتي يرزقني الله ذكرا يفرق بين الحق و الباطل».

و عنه أيضا، عن محمد بن يعقوب، عن بعض أصحابه، عن محمد بن علي، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي نصر البزنطي قال: قال لي ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبك؟ فأحب أن تسأله حتي أعلم. فدخلت علي الرضا عليه السلام فأخبرته، قال: فقال لي: «الامام: ابني» و ليس له ولد، ثم قال: «هل يجترئ أحد أن يقول: ابني، و ليس له ولد؟!».

و لم يكن ولد أبوجعفر عليه السلام.

فلم تمض الأيام حتي ولد صلي الله عليه.

و عن ابن قياما الواسطي، قال: دخلت علي علي بن موسي ]الرضا[ عليه السلام،



[ صفحه 72]



فقلت له: أيكون امامان؟ قال: «لا، الا أن يكون أحدهما صامتا» فقلت له: هو ذا أنت، ليس لك صامت؟ فقال لي: «والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق و أهله، و يمحق به الباطل و أهله» و لم يكن في الوقت له ولد، فولد له أبوجعفر عليه السلام بعد سنة.

و عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن الحسن بن الجهم [5] قال: كنت مع أبي الحسن عليه السلام جالسا فدعا بابنه و هو صغير فأجلسه في حجري و قال لي: «جرده و انزع قميصه» فنزعته فقال لي: «انظر بين كتفيه»: فنظرت، فاذا في احدي كتفيه شبه الخاتم داخل اللحم، ثم قال لي: «أتري هذا؟ مثله في هذا الموضع كان من أبي عليه السلام» [6] .

و عن محمد بن يعقوب الكليني أيضا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن



[ صفحه 73]



علي، عن أبي يحيي الصنعاني قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام فجي ء بابنه أبي جعفر عليه السلام و هو صغير، فقال: «هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم علي شيعتنا بركة منه» [7] .

و عن الحسين بن محمد، عن الخيراني [8] ، عن أبيه قال: كنت واقفا بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان، فقال قائل: يا سيدي ان كان كون فالي من؟ قال: «الي أبي جعفر ابني» فكأن القائل استصغر سن أبي جعفر عليه السلام، فقال أبوالحسن عليه السلام: «ان الله سبحانه بعث عيسي بن مريم رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه أبوجعفر عليه السلام» [9] .

و في دلائل الامامة لأبي جعفر الطبري الصغير: ص 200، قال: حدثني أبوالمفضل محمد بن عبدالله، قال: حدثني أبوالنجم بدر بن عمار الطبرستاني، قال: حدثني أبوجعفر محمد بن علي، قال: روي محمد المحمودي عن أبيه قال:.. و أورد قريبا من الخبر السابق، و ألمح في ذيله الي أن سن أبي جعفر عليه السلام كانت ست سنين و شهورا.

و عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد ابن الوليد، عن يحيي بن حبيب الزيات قال: أخبرني من كان عندي أبي الحسن عليه السلام جالسا، فلما نهض القوم قال لهم أبوالحسن الرضا عليه السلام: «القوا أباجعفر فسلموا عليه و أجدوا به عهدا» فلما نهض القوم التفت الي فقال: «يرحم الله المفضل، انه كان ليقنع بدون هذا».



[ صفحه 74]



و لهذه الرواية شرح و بيان في بحارالأنوار. [10] .

و في البحار أيضا عن كفاية الأثر، و الكافي قوله:

محمد بن علي، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن ابن أبي الخطاب، و أحمد بن محمد بن عيسي، عن ابن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل أو قيل له: أتكون الامامة في عم أو خال؟ فقال: «لا».

فقال: في أخ؟

قال: «لا».

قال: ففي من؟

قال: «في ولدي» و هو يومئذ لا ولد له.

علي بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن الحميري، عن ابن عيسي عن البزنطي، عن عقبة بن جعفر قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: قد بلغت ما بلغت و ليس لك ولد، فقال: «يا عقبة ان صاحب هذا الأمر لا يموت حتي يري خلفه من بعده.»

بهذا الاسناد، عن عبدالله بن جعفر قال: دخلت علي الرضا عليه السلام أنا و صفوان ابن يحيي و أبوجعفر عليه السلام قائم قد أتي له ثلاث سنين، فقلنا له: جعلنا الله فداك - و أعوذ بالله - ان حدث حدث فمن يكون بعدك؟ قال: «ابني هذا» و أومأ اليه، قال: فقلنا له: و هو في هذا السن؟ قال: «نعم، و هو في هذا السن. ان الله تبارك و تعالي احتج بعيسي عليه السلام و هو ابن سنتين.»

و عن محمد بن يعقوب الكليني، قال: عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن يحيي الصنعاني قال: دخلت علي أبي الحسن



[ صفحه 75]



الرضا عليه السلام و هو بمكة و هو يقشر موزا و يطعم أباجعفر عليه السلام فقلت له: جعلت فداك هو المولود المبارك؟ قال: «نعم، يا يحيي هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام مثله مولود أعظم بركة علي شيعتنا منه».

و عنه - أي الكليني -، عن الحسين بن محمد، عن المعلي، عن محمد بن جمهور، عن معمر بن خلاد قال: سمعت اسماعيل بن ابراهيم يقول للرضا عليه السلام: ان ابني في لسانه ثقل فأنا أبعث به اليك غدا تمسح علي رأسه و تدعو له فانه مولاك، فقال: «هو مولي أبي جعفر، فابعث به غدا اليه».

و نقل القندوزي في ينابيع المودة. [11] عن كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضي و البتول و السبطين و الأئمة من ذريتهم عليه السلام [12] للمحدث الشيخ ابراهيم بن محمد الجويني الخراساني المتوفي سنة (730 ه) قوله:

عن دعبل الخزاعي، عن علي الرضا بن موسي الكاظم عليه السلام، قال: «ان الامام من بعدي ابني الجواد التقي، ثم الامام من بعده ابنه علي الهادي النقي، ثم الامام من بعده ابنه الحسن العسكري، ثم الامام من بعده ابنه محمد الحجة المهدي المنتظر في غيبته، المطاع في ظهوره.»

بنان بن نافع قال: سألت علي بن موسي الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك من صاحب الأمر بعدك؟ فقال لي: «يابن نافع يدخل عليك من هذا الباب من ورث ما ورثته من قبلي و هو حجة الله تعالي من بعدي» فبينا أنا كذلك اذ دخل علينا محمد بن علي عليه السلام فلما بصر بي قال لي: «يابن نافع ألا أحدثك بحديث، انا معاشر الأئمة اذا حملته أمه يسمع الصوت من بطن أمه أربعين يوما فاذا أتي له في



[ صفحه 76]



بطن أمه أربعة أشهر رفع الله تعالي له أعلام الأرض فقرب له ما بعد عنه حتي لا يعزب عنه حلول قطرة غيث نافعة و لا ضارة، و أن قولك لأبي الحسن: من حجة الدهر و الزمان من بعده، فالذي حدثك أبوالحسن، ما سألت عنه، هو الحجة عليك».

فقلت: أنا أول العابدين.

ثم دخل علينا أبوالحسن ]الرضا عليه السلام[ فقال لي: «يابن نافع سلم و اذعن له بالطاعة، فروحه روحي، و روحي روح رسول الله». [13] .

و فيه أيضا عن عيون أخبار الرضا، قال:

البيهقي، عن الصولي، عن عون بن محمد، عن محمد بن أبي عباد و كان يكتب للرضا عليه السلام ضمه اليه الفضل بن سهل، قال: ما كان عليه السلام يذكر محمدا ابنه عليه السلام الا بكنيته، يقول: كتب الي أبوجعفر، و كنت أكتب الي أبي جعفر، و هو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم، و ترد كتب أبي جعفر عليه السلام في نهاية البلاغة و الحسن، فسمعته يقول: «أبوجعفر وصيي و خليفتي في أهلي من بعدي». [14] .


پاورقي

[1] راجع النصوص الدالة علي امامته عليه السلام بحارالأنوار: 50 / 36 - 18.

[2] و نقل الرواية أيضا عن معمر بن خلاد، ابن الصباغ المالكي المكي في الفصول المهمة: ص 261.

[3] كذا في البحار، و الظاهر كون الصواب: الحسين بن بشار.

[4] هو الحسين بن قياما الواسطي من أصحاب الكاظم عليه السلام كان واقفيا، راجع تنقيح المقال: 1 / 341 رقم 3030.

[5] هناك شخصان بهذا العنوان، أحدهما: الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين، أبومحمد الشيباني الثقة؛ و الآخر: الحسن بن الجهم الرازي. و الظاهر أن المقصود في هذه الرواية و بقرينة المتن و السند، هو الأول، كونه من خواص الامام الرضا عليه السلام بشهادة أبي غالب الزراري في رسالته: ص 115، و النجاشي في رجاله: ص 50 رقم 109، و أنه هو المشهور المعروف.

أما الرازي فهو رجل مجهول الحال. راجع معجم رجال الحديث: 4 / 296 رقم 2752.

و أما اطلاق لقب الرازي علي الحسن بن الجهم بن بكير، فهو و هم منشؤه تصور أن الحسن بن الجهم الرازي يتحد مع الأول، و أن الرازي مصحفة عن الزراري، علما بأن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير كان يلقب ب (الزراري)، فظن أن اللقب ينجر الي الأب أيضا. في حين أن الثابت كما في رسالة أبي غالب الزراري: ص 117، أن أول من تلقب بهذا اللقب من آل أعين هو سليمان المذكور، لقبه به الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام تورية عنه خلال مكاتبات معه، ثم صار لقبا لهم من بعده. و قيل: بل ان الامام عليه السلام لقب أبا طاهر بالزراري، و أبوطاهر هو محمد بن سليمان بن الحسن. راجع الفهرست للشيخ الطوسي: ص 77 رقم 94 ترجمة أحمد بن محمد بن سليمان.

[6] أصول الكافي: 1 / 321 ح 8 و 9.

[7] أصول الكافي: 1 / 321 ح 8 و 9.

[8] هو ابن الخيران القراطيسي مولي الامام الرضا عليه السلام، و يأتي الحديث عنهما في باب أصحاب الامام الجواد عليه السلام و رواته.

[9] عن أصول الكافي: 1 / 322 ح 13 باب الاشارة و النص علي أبي جعفر الثاني عليه السلام. و نقله ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: ص 262.

[10] البحار: 50 / 25 - 24.

[11] ينابيع المودة: 3 / 348 الباب السادس و الثمانون، الطبعة المحققة.

[12] فرائد السمطين: 2 / 337 ح 591.

[13] المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 388.

[14] بحارالأنوار: 50 / 18 ح 2.