بازگشت

نصوص الامام الكاظم


الكليني عن الصفار، عن سهل، عن محمد بن علي، و عبيدالله بن المرزبان، عن ابن سنان [1] قال: دخلت علي أبي الحسن موسي عليه السلام من قبل أن يقدم العراق بسنة، و علي ابنه جالس بين يديه، فنظر الي و قال: «يا محمد ستكون في هذه



[ صفحه 66]



السنة حركة فلا تجزع لذلك»، قال: قلت: و ما يكون جعلني الله فداك فقد أقلقتني؟ قال: «أصير الي هذا الطاغية أما انه لا يبدأني منه سوء، و من الذي يكون بعده»، قال: قلت: و ما يكون جعلني الله فداك؟ قال: «يضل الله الظالمين، و يفعل الله ما يشاء». قال: قلت: و ما ذلك جعلني الله فداك؟ قال: «من ظلم ابني هذا حقه و جحده امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه السلام امامته و جحده حقه بعد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم»، قال: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لأسلمن له حقه، و لأقرن بامامته، قال «صدقت يا محمد يمد الله في عمرك، و تسلم له حقه، و تقر له بامامته و امامة من يكون بعده»، قال: قلت: و من ذاك؟ قال: «ابنه محمد»، قال: قلت: له الرضا و التسلم [2] .

و في هذه الرواية نص و اشارة صريحة من جده الكاظم عليه السلام بالامامة عليه و علي أبيه الرضا عليهماالسلام.

و في بحارالأنوار أيضا عن اعلام الوري، قال:

الكليني، عن محمد بن علي، عن أبي الحكم الأرمني، قال: حدثني عبدالله بن ابراهيم [3] بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، عن يزيد بن سليط الزيدي. و قال أبوالحكم: و أخبرني عبدالله بن محمد بن عمارة الجرمي، عن يزيد بن سليط.

و رواه أيضا الشيخ الصدوق، عن أبيه و جماعة، عن محمد بن يحيي العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيي الأشعري، عن عبدالله بن محمد، عن الحسن بن موسي الخشاب، عن علي بن أسباط، عن الحسين مولي أبي عبدالله،



[ صفحه 67]



عن أبي الحكم، عن عبدالله بن ابراهيم بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، عن يزيد بن سليط قال: لقيت أباابراهيم - و نحن نريد العمرة - في بعض الطريق، فقلت: جعلت فداك هل تثبت هذا الموضع الذي نحن فيه؟

قال: «نعم، فهل تثبته أنت؟»

قلت: نعم اني أنا و أبي لقيناك هاهنا مع أبي عبدالله عليه السلام و معه اخوتك فقال له أبي: بأبي أنت و أمي أنتم كلكم أئمة مطهرون، و الموت لا يعري منه أحد، فاحدث الي شيئا احدث به من يخلفني من بعدي، فلا يضلوا.

فقال: «نعم، يا أباعبدالله [4] هؤلاء ولدي و هذا سيدهم - و أشار اليك - و قد علم الحكم و الفهم، و له السخاء و المعرفة بما يحتاج اليه الناس، و ما اختلفوا فيه من أمر دينهم و دنياهم، و فيه حسن الخلق و حسن الجوار و هو باب من أبواب الله عزوجل و فيه آخر خير من هذا كله».

فقال له أبي: و ما هي؟

فقال: «يخرج الله منه غوث هذه الأمة و غياثها و علمها و نورها خير مولود و خير ناشئ يحقن الله به الدماء و يصلح به ذات البين و يلم به الشعث، و يشعب به الصدع، و يكسو به العاري، و يشبع به الجائع، و يؤمن به الخائف، و ينزل الله به القطر، و يرحم به العباد، خير كهل و خير ناشئ، قوله حكم، و صمته علم، يبين للناس ما يختلفون فيه، و يسود عشيرته من قبل أوان حلمه.»

فقال له أبي: بأبي أنت و أمي ما يكون له ولد بعده؟

فقال: «نعم»، ثم قطع الكلام.

قال يزيد: فقلت له: بأبي أنت و أمي فأخبرني أنت بمثل ما أخبرنا به أبوك.



[ صفحه 68]



فقال لي: «نعم ان أبي عليه السلام كان في زمان ليس هذا الزمان مثله.»

فقلت له: من يرضي بهذا منك فعليه لعنة الله.

قال: فضحك أبوابراهيم عليه السلام ثم قال: «أخبرك يا أبا عمارة أني خرجت من منزلي فأوصيت الي ابني فلان، و أشركت معه بني في الظاهر، و أوصيته في الباطن، أفردته وحده، و لو كان الأمر الي لجعلته في القاسم لحبي اياه، و رقتي عليه، و لكن ذاك الي الله يجعله حيث يشاء، و لقد جاءني بخبره رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم أرانيه و أراني من يكون بعده، و كذلك نحن لا نوصي الي أحد منا حتي يخبره رسول الله عليه السلام و جدي علي بن أبي طالب عليه السلام.

و رأيت مع رسول الله عليه السلام خاتما و سيفا و عصا و كتابا و عمامة فقلت: ما هذا يا رسول الله؟ فقال لي: أما العمامة فسلطان الله، و أما السيف فعز الله، و أما الكتاب فنور الله، و أما العصا فقوة الله، و أما الخاتم فجامع هذه الامور، ثم قال: و الأمر قد خرج منك الي غيرك، فقلت: يا رسول الله أرنيه أيهم هو؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: ما رأيت من الأئمة أحدا أجزع علي فراق هذا الأمر منك، و لو كانت بالمحبة لكان اسماعيل أحب الي أبيك منك، و لكن ذاك الي الله عزوجل».

ثم قال أبوابراهيم عليه السلام: «و رأيت ولدي جميعا الأحياء منهم و الأموات فقال لي أميرالمؤمنين عليه السلام: هذا سيدهم، و أشار الي ابني علي فهو مني و أنا منه والله مع المحسنين».

قال يزيد: ثم قال أبوابراهيم عليه السلام: «يا يزيد انها وديعة عندك، فلا تخبر بها الا عاقلا أو عبدا تعرفه صادقا و ان سئلت عن الشهادة فاشهد بها، و هو قول الله عزوجل لنا (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها) [5] و قال لنا: (و من



[ صفحه 69]



أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله) [6] ».

قال: و قال أبوابراهيم عليه السلام: «فأقبلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقلت: قد اجتمعوا الي بأبي أنت و أمي فأيهم هو؟ فقال: هو الذي ينظر بنور الله، و يسمع بتفهيمه و ينطق بحكمته، و يصيب فلا يخطئ، و يعلم فلا يجهل، هو هذا و أخذ بيد علي ابني»، ثم قال: «ما أقل مقامك معه، فاذا رجعت من سفرتك فأوص و أصلح أمرك و افرغ مما أردت، فانك منتقل عنه، و مجاور غيرهم، و اذا أردت فادع عليا فمره فليغسلك و ليكفنك، و ليتطهر لك و لا يصلح الا ذلك و ذلك سنة قد مضت.»

ثم قال أبوابراهيم عليه السلام: «اني أؤخذ في هذه السنة، و الأمر الي ابني علي سمي علي و علي فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب عليه السلام، و أما علي الآخر فعلي ابن الحسين، أعطي فهم الأول و حكمته و بصره ووده و دينه، و محنة الآخر و صبره علي ما يكره و ليس له أن يتكلم الا بعد موت هارون بأربع سنين»، ثم قال: «يا يزيد فاذا مررت بهذا الموضع، و لقيته و ستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك، و سيعلمك أنك لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا الغلام جارية من أهل بيت مارية القبطية جارية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و ان قدرت أن تبلغها مني السلام فافعل ذلك.»

قال يزيد: فلقيت بعد مضي أبي ابراهيم عليا عليه السلام فبدأني فقال لي: «يا يزيد ما تقول في العمرة؟» فقلت: فداك أبي و أمي ذاك اليك، و ما عندي نفقة، فقال: «سبحان الله! ما كنا نكلفك، و لا نكفيك»، فخرجنا حتي اذا انتهينا الي ذلك الموضع ابتدأني فقال: «يا يزيد ان هذا الموضع لكثيرا ما لقيت فيه خيرا لك من عمرتك».



[ صفحه 70]



فقلت: نعم ثم قصصت عليه الخبر.

فقال عليه السلام لي: «أما الجارية فلم تجي ء بعد، فاذا دخلت أبلغتها منك السلام»، فانطلقنا الي مكة، و اشتراها في تلك السنة، فلم تلبث الا قليلا حتي حملت، فولدت ذلك الغلام.

قال يزيد: و كان اخوة علي يرجون أن يرثوه، فعادوني من غير ذنب، فقال لهم اسحاق بن جعفر، والله لقد رأيته و انه ليقعد من أبي ابراهيم عليه السلام المجلس الذي لا أجلس فيه أنا. [7] .


پاورقي

[1] هو المعروف بمحمد بن سنان، تأتي ترجمته في باب الرواة.

[2] الغيبة للطوسي: ص 32 ح 8، و عنه بحارالأنوار: 50 / 19 ح 4.

[3] ورد اسمه في كتب الرجال: عبدالله بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب.

[4] كذا في أصول الكافي، و في البحار: يا أباعمارة.

[5] النساء: 58.

[6] البقرة: 140.

[7] بحارالأنوار: 50 / 28 - 25 ح 17 و طريق السند أخذناها من أصول الكافي: 1 / 313 ح 14، و اعلام الوري: 2 / 47. و الرواية منقولة في الارشاد، و عيون أخبار الرضا، و الغيبة للطوسي.