بازگشت

نص الرسول


و أول النصوص الدالة علي امامته هو أن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم قد أشار اليه في الحديث الذي سبق في موضوع نسبه الشريف من قوله صلي الله عليه و اله و سلم: «بأبي ابن خيرة الاماء ابن النوبية الطيبة». و يورده الشيخ المفيد - عليه الرحمة - في ارشاده بسنده عن علي بن جعفر الصادق عليه السلام، أن الامام الرضا عليه السلام يرويه عن أبيه، عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم:

قال الشيخ المفيد: أخبرني أبوالقاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه و علي بن محمد القاساني جميعا عن زكريا بن يحيي بن النعمان قال: سمعت علي بن جعفر بن محمد يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال في حديثه: لقد نصر الله أباالحسن الرضا عليه السلام لما بغي عليه اخوته و عمومته.. و ذكر حديثا طويلا حتي انتهي الي قوله: فقمت و قبضت علي يد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام و قلت له: أشهد



[ صفحه 60]



أنك امام [1] عندالله، فبكي الرضا عليه السلام ثم قال: «يا عم، ألم تسمع أبي و هو يقول: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: بأبي ابن خيرة الاماء ابن النوبية الطيبة، يكون من ولده الطريد الشريد، الموتور بأبيه وجده، صاحب الغيبة، فيقال: مات أو هلك أي واد سلك؟» فقلت: صدقت جعلت فداك [2] .

و جاء في عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق (عليه الرحمة)، بسنده عن محمد بن علي بن عبدالصمد الكوفي، قال: حدثنا علي بن عاصم، قال: عن محمد بن علي بن موسي، عن أبيه علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: «دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و عنده أبي ابن كعب فقال لي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: مرحبا يا أباعبدالله، يا زين السموات و الأرض».

فقال أبي: و كيف يكون - يا رسول الله - زين السموات و الأرض أحد غيرك؟

قال: «يا أبي و الذي بعثني بالحق نبيا ان الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، و انه لمكتوب عن يمين عرش الله عزوجل: مصباح هدي و سفينة نجاة و امام غير وهن، و عز و فخر، و علم و ذخر.

و ان الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية، و قد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق الا حشره الله عزوجل معه، و كان شفيعه في آخرته، و فرج الله عنه كربه، و قضي بها دينه، و يسر أمره، و أوضح سبيله، و قواه علي عدوه، و لم يهتك ستره».



[ صفحه 61]



فقال أبي بن كعب: و ما هذه الدعوات يا رسول الله؟

قال: «تقول - اذا فرغت من صلاتك:

(اللهم اني أسألك بكلماتك و معاقد عرشك، و سكان سمواتك، و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي، فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تجعل لي من أمري يسرا).

فان الله عزوجل يسهل أمرك، و يشرح صدرك، و يلقنك شهادة أن لا اله الا الله عند خروج نفسك».

قال له أبي: يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟

قال: «مثل هذه النطفة كمثل القمر، و هي نطفة بنين و بنات، يكون من اتبعه رشيدا، و من ضل عنه غويا».

قال: فما اسمه؟ و ما دعاؤه؟

قال: «اسمه علي، و دعاؤه:

(يا دائم، يا ديموم، يا حي يا قيوم، يا كاشف الغم، و يا فارج الهم، و يا باعث الرسل، و يا صادق الوعد).

من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل مع علي بن الحسين، و كان قائده الي الجنة».

فقال أبي: يا رسول الله فهل له من خلف و وصي؟

قال: «نعم، له مواريث السموات و الأرض».

قال: ما معني مواريث السموات و الأرض يا رسول الله؟

قال: «القضاء بالحق، والحكم بالديانة، و تأويل الأحكام، و بيان ما يكون».

قال: فما اسمه؟



[ صفحه 62]



قال: «اسمه محمد، و ان الملائكة لتستأنس به في السموات، و يقول في دعائه:

(اللهم ان كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي و لمن تبعني من اخواني و شيعتي، و طيب ما في صلبي).

فركب الله في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية، و أخبرني جبرئيل عليه السلام: أن الله عزوجل طيب هذه النطفة، و سماها عنده جعفرا، و جعله هاديا مهديا، راضيا مرضيا، يدعو ربه فيقول في دعائه:

(يا ديان غير متوان، يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاء، و لهم عندك رضا، و اغفر ذنوبهم، و يسر أمورهم، واقض ديونهم واستر عوراتهم، وهب لهم الكبائر التي بينك و بينهم.

يا من لا يخاف الضيم، و لا تأخذه سنة و لا نوم، اجعل لي من كل غم فرجا).

من دعا بهذا الدعاء حشره الله تعالي أبيض الوجه مع جعفر بن محمد الي الجنة.

يا أبي: ان الله تبارك و تعالي ركب علي هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة، أنزل عليها الرحمة، و سماها عنده موسي».

فقال له أبي: يا رسول الله، كأنهم يتواصلون و يتناسلون، و يتوارثون، و يصف بعضهم بعضا.

قال: «وصفهم لي جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله».

قال - أبي-: فهل لموسي دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه؟

قال: «نعم، يقول في دعائه:

(يا خالق الخلق، و يا باسط الرزق و فالق الحب و النوي، و باري ء النسم



[ صفحه 63]



و محيي الموتي، و مميت الأحياء، و دائم الثبات، و مخرج النبات افعل بي ما أنت أهله).

من دعا بهذا الدعاء قضي الله تعالي حوائجه، و حشره يوم القيامة مع موسي ابن جعفر.

و ان الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية، رضية مرضية، و سماها عنده عليا، يكون لله تعالي في خلقه رضيا في علمه و حكمه، و يجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة، و له دعاء يدعو به:

(اللهم أعطني الهدي و ثبتني عليه، و احشرني عليه آمنا، أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع، انك أهل التقوي و أهل المغفرة).

و ان الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة رضية مرضية، و سماها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته، و وارث علم جده.

له علامة بينة، و حجة ظاهرة، اذا ولد يقول: لا اله الا الله، محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و يقول في دعائه:

(يا من لا شبيه له و لا مثال، أنت الله الذي لا اله الا أنت، و لا خالق الا أنت، تفني المخلوقين و تبقي، أنت حلمت عمن عصاك، و في المغفرة رضاك).

من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة.

و ان الله تعالي ركب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية، بارة، مباركة، طيبة، طاهرة، سماها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة و الوقار، و أودعها العلوم و كل سر مكتوم، من لقيه و في صدره شي ء أنبأه به، و حذره من عدوه، و يقول في دعائه:

(يا نور يا برهان، يا منير يا مبين، يا رب اكفني شر الشرور، و آفات الدهور، و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور).



[ صفحه 64]



من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده الي الجنة.

و ان الله تبارك و تعالي ركب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن، فجعله نورا في بلاده، و خليفة في أرضه، و عزا لأمة جده، و هاديا لشيعته، و شفيعا لهم عند ربه، و نقمة علي من خالفه، و حجة لمن والاه، و برهانا لمن اتخذه اماما. يقول في دعائه:

(يا عزيز العز في عزه، ما أعز عزيز العز في عزه، يا عزيز أعزني بعزك، و أيدني بنصرك، و أبعد عني همزات الشياطين، و ادفع عني بدفعك، و امنع عني بمنعك، و اجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد).

من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه، و نجاه من النار ولو وجبت عليه.

و ان الله تبارك و تعالي ركب في صلب الحسن نطفة مباركة زكية، طيبة، طاهرة مطهرة، يرضي بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله تعالي ميثاقه في الولاية.

و يكفر بها كل جاحد، فهو امام تقي نقي، بار مرضي، هادي مهدي، يحكم بالعدل و يأمر به، يصدق الله تعالي و يصدقه الله تعالي في قوله.

يخرج من تهامة، حين تظهر الدلائل و العلامات، و له كنوز لا ذهب و لا فضة الا خيول مطهمة، و رجال مسومة، يجمع الله تعالي له من أقاصي البلاد علي عدة أهل بدر: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا. معه صحيفة مختومة، فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم، و بلدانهم، و ضياعهم، و حلاهم و كناهم، كدادون مجدون في طاعته».

فقال أبي: و ما دلائله و علاماته يا رسول الله؟

قال: «له علم، اذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، و أنطقه الله تعالي، فناداه العلم: أخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله.



[ صفحه 65]



و هما رايتان و علامتان، و له سيف مغمد، فاذا حان وقت خروجه اختلع ذلك السيف من غمده، و أنطقه الله عزوجل، و ناداه السيف: أخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله.

فيخرج و يقتل أعداء الله حيث ثقفهم، و يقيم حدود الله، و يحكم بحكم الله. يخرج جبرئيل عليه السلام عن يمينه، و ميكائيل عن يساره.

و سوف تذكرون ما أقول لكم، و لو بعد حين، و أفوض أمري الي الله تعالي عزوجل.

يا أبي: طوبي لمن لقيه، و طوبي لمن أحبه، و طوبي لمن قال به، ينجيهم الله به من الهلكة، و بالاقرار بالله و برسوله و بجميع الأئمة، يفتح الله لهم الجنة.

مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه و لا يتغير أبدا.

و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي ]لا[ يطفي نوره أبدا».

قال أبي: يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عن الله عزوجل؟

قال: «ان الله عزوجل أنزل علي اثنتي عشرة صحيفة، اسم كل امام علي خاتمة، وصفته في صحيفته» [3] .


پاورقي

[1] و في بعض المصادر: امامي.

[2] الارشاد: 2 / 275.

[3] عيون أخبار الرضا: 1 / 62 ح 29.