بازگشت

ما بعد الرحيل


و ينطفئ ذلك النور، الذي أضاء تلك الحجرة المظلمة لما انطفأ مصباحها يوم ميلاده، و الذي طالما أضاء الدرب لسالكيه، ممن أرادوا السير في نور الهداية، طيلة مدة حياته، بل سوف يبقي - و هو في جوار ربه - علما يشار اليه، تتطلع له الأجيال مستلهمة من سيرته المعطاء كل مكرمة و فضيلة، و سيبقي منارا يفيض علي هذا الوجود كل أسباب العلم و التقي و الصلاح و الهدي.

و رغم قصر مدة حياته عليه السلام و قلة السنين التي استفادتها الأمة من وجوده المبارك الشريف، الا أنها كانت مديدة في عمق تأثيرها العقائدي و التاريخي، حافلة بالمآثر و المواقف الجهادية و السياسية التي كانت تقلق حكام زمانه، الأمر الذي دعاهم الي الاغتيال الآثم.

فمواقف أئمة أهل البيت عليهم السلام كانت ألسنة لهب تغيظ في صدور حكام الجور، فكانوا يسرعون الي اطفاء جذوتها قبل أن تلهب الرأي العام فتحركه ضدهم.



[ صفحه 53]



و تبقي سيرة أهل البيت النبوي - و الامام الجواد حلقة من حلقاتها - هي الرائدة.. و هي الطريقة الواضحة، و الطريقة السليمة في اصابة الحق، و تحصيل الحقيقة.

(و لو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا). [1] .

و رحم الله القائل:



عجبت لقوم أضلوا السبيل

و لم يبتغوا اتباع الهدي



فما عرفوا الحق حين استنار

و لا ابصروا الفجر لما بدا



ألا أيها المعشر النائمون

احذركم ان تعصوا الكري



أفيقوا فما هي الا اثنتان

اما الرشاد و اما العمي



و ما خفي الرشد لكنما

أضل الحلوم اتباع الهوي



و ما خلقت عبثا أمة

و لا ترك الله قوما سدي



أكل بني أحمد فضله

ولكنه الواحد المجتبي




پاورقي

[1] الجن: 16.