بازگشت

شي ء من أحواله الكريمة


روي الحسين بن أحمد التميمي:

«أن أباجعفر الثاني - عليه السلام - استدعي فاصدا في أيام المأمون فقال له:

افصدني في العرق الزاهر.

فقال له: ما أعرف هذا العرق يا سيدي، و لا سمعته.

فأراه اياه. فلما فصده خرج منه ماء أصفر فجري حتي امتلأ الطست.

ثم قال له: أمسكه.

فأمر بتفريغ الطست ثم قال: خل عنه. فخرج دون ذلك.

فقال شده الآن.

فلما شد يده أمر له بمئة دينار. فأخذها و جاء الي بخناس - طبيب ذلك العصر المشهور - فحكي له ذلك فقال:

والله ما سمعت بذلك العرق مذ نظرت في الطب!. و لكن هناك فلان الأسقف قد مضت عليه السنون، فامض اليه فان كان عنده علمه و الا لم نقدر علي من يعلمه.

فمضيا و دخلا عليه، و قصا القصص. فأطرق مليا، ثم قال:

يوشك أن يكون هذا الرجل نبيا أو من ذرية نبي» [1] .



[ صفحه 334]



فمن أين له المعرفة بالطب؟..

و أين اطلع علي العرق الزاهر، و من دله علي موقعه من الجسد؟!.

و لا عجب فان من راجع طب الأئمة عليهم السلام، يقع في حيرة من أمرهم الذي لا يفسر بالميسور من القول!. فما علي العاقل الا أن يؤمن بأن علمهم من علم الله عزت قدرته.

و لقد كانوا يعالجون أنفسهم، و يصفون العقاقير لأصحابهم، و لم يعرف عنهم أنهم استشاروا طبيبا في داء و لا في جرح..

فاستمع الي الصباح بن محارب الذي قال:

«كنت عند أبي جعفر بن الرضا عليه السلام فذكر أن شبيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة فمالت بوجهه و عينه.

فقال: يؤخذ له القرنفل خمسة مثاقيل، فيصير في قنينة يابسة - أي جافة - و يضم رأسها ضما شديدا، ثم تطين و توضع في الشمس قدر يوم في الصيف، و في الشتاء قدر يومين. ثم يخرجه فيسحقه سحقا ناعما، ثم يدوفه - يخلطه - في الماء حتي يصير بمنزلة الخلوق. ثم يستلقي علي قفاه و يطلي ذلك القرنفل المسحوق علي الشق المائل، و لا يزال مستلقيا حتي يجف القرنفل، فانه اذا جف رفعه الله عنه و عاد الي أحسن عاداته باذن الله تعالي.

قال: فابتدره أصحابنا فبشروه بذلك، فعالجه بما أمره به، فعاد الي أحسن ما كان بعون الله» [2] .

و قال عبدالله بن عثمان:

«شكوت الي أبي جعفر، محمد بن علي بن موسي عليهم السلام برد المعدة في معدتي، و خفقانا في فؤادي.



[ صفحه 335]



فقال: أين أنت عن دواء أبي- و هو الدواء الجامع -؟!.

قلت يا ابن رسول الله، و ما هو؟.

قال: معروف عند الشيعة.

قلت: سيدي و مولاي، فأنا كأحدهم، فأعطني صفته حتي أعالجه و أعطي الناس.

قال: خذ زعفرانا، و عاقر قرحا، و سنبلا، و قاقلة، و بنجا، و خربقا أبيض، و فلفلا أبيض، - أجزاء سواء - و أبرفيون جزأين. يدق ذلك كله دقا ناعما، و ينخل بحريرة، و يعجن بضعفي وزنه عسلا منزوع الرغوة. فيسقي صاحب خفقان الفؤاد و من به برد المعدة، حبة بماء كمون يطبخ، فانه يعافي باذن الله تعالي» [3] .

و قال محمد بن النضر، مؤدب أولاد الامام عليه السلام:

«شكوت اليه ما أجد من الحصاة.

فقال: ويحك، أين أنت عن الجامع، دواء أبي؟!.

فقلت: يا سيدي و مولاي: أعطني صفته.

فقال: هو عندنا. يا جارية أخرجي البستوقة الخضراء. فأخرجت البستوقة، و أخرج منها مقدار حبة فقال:

اشرب هذه الحبة بماء السداب، أو بماء الفجل المطبوخ، فانك تعافي منه.

فقال: فشربته بماء السداب، فوالله ما أحسست بوجعه الي يومنا هذا» [4] .

وحكي خيران - الخادم القراطيسي - مايلي:

«حججت أيام أبي جعفر، محمد بن علي بن موسي، و سألت عن بعض الخدم



[ صفحه 336]



- و كانت له منزلة من أبي جعفر عليه السلام - فسألته أن يوصلني اليه.

فلما سرنا الي المدينة قال لي: تهيأ، فاني أريد أن أمضي الي أبي جعفر عليه السلام، فمضيت معه.

فلما وافينا الباب قال: ساكن في حانوت. - أي انتظر بمجالسة بعض أصحاب الحوانيت المجاورة -.

فلما أبطأ علي رسوله، خرجت الي الباب فسألت عنه، فأخبروني أنه قد خرج و مضي.

فبقيت متحيرا. فاذا أنا كذلك اذ خرج خادم من الدار فقال: أنت خيران؟.

قلت: نعم.

قال لي: ادخل.

فدخلت، فاذا أبوجعفر عليه السلام قائم علي دكان - مصطبة - لم يكن فرش له ما يعقد عليه، فجاء غلام بمصلي فألقاه، فجلس.

فلما نظرت اليه تهيبته و دهشت!.

فذهبت لأصعد الدكان من غير درجة، فأشار الي موضع الدرجة. فصعدت و سلمت، فرد السلام و مد الي يده، فأخذتها و قبلتها و وضعتها علي وجهي.

و أقعدني بيده، فأمسكت يده مما دخلني من الدهش، فتركها في يدي. فلما سكنت خليتها، فساءلني.

و كان الريان بن شبيب قال لي: ان وصلت الي أبي جعفر عليه السلام قلت له: مولاك الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام، و يسألك الدعاء له و لولده..

فذكرت له ذلك، فدعا له، و لم يدع لولده.

فأعدت عليه، فدعا له و لم يدع لولده.

فأعدت عليه ثالثا، فدعا له و لم يدع لولده!. فودعته ثم قمت.

فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه و لم أفهم.

و خرج الخادم في أثري، فقلت له: ما قال سيدك لما قمت؟.

فقال لي: قال: من هذا الذي يري أن يهدي نفسه؟. هذا ولد في بلاد الشرك،



[ صفحه 337]



فلما أخرج منها صار الي من هو شر منهم. فلما أراد الله أن يهديه هداه» [5] .

و نحن اذا قرأنا اسم «خيران الخادم» هان هذا الاسم بنظرنا و رخصت قيمته.. ولكننا اذا عرفنا منزلته عند الأئمة عليهم السلام و عند الله تعالي، أدركنا علو منزلته و سمو رتبته. فان «خيران» هذا قال:

«وجهت الي سيدي ثمانية دراهم. و قلت: جعلت فداك، انه ربما أتاني الرجل لك قبله الحق - أو قلت: يعرف موضع الحق لك - فيسألني عما يعمل به؟. فيكون مذهبي أخذ ما يتبرع به في سر.

قال عليه السلام: اعمل في ذلك برأيك، فان رأيك رأيي، و من أطاعك أطاعني» [6] .

و يكفي مثل هذا الشرف لخيران تحمله هذه الشهادة الكريمة من الامام عليه السلام..

و قد بلغ من حيطة هذا «الخادم لدين الله» أن قال عنه علي بن مهزيار:

«كتب الي خيران: قد وجهت اليك ثمانية دراهم كانت أهديت الي من طرطوس. دراهم منهم - أي من النصاري أو اليهود أو من غيرهم - و كرهت أن أردها علي صاحبها أو أحدث فيها حدثا دون أمرك. فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا، لأعرفه ان شاء الله تعالي و أنتهي الي أمرك؟.

فكتب له الامام عليه السلام، وقرأته:

اقبل منهم اذا أهدي اليك دراهم أو غيرها، فان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لم يرد هدية علي يهودي و لا نصراني» [7] .

فخيران هذا، من خيرة الأصحاب رضوان الله تعالي عليه و عليهم أجمعين.



[ صفحه 338]



قال موسي بن القاسم:

«قلت لأبي جعفر عليه السلام:

قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك، فقيل لي: ان الأوصياء لا يطاف عنهم.

فقال لي: بل طف ما أمكنك، فان ذلك جائز.

ثم قلت له بعد ثلاث سنين: اني كنت استأذنتك في الطواف عنك و عن أبيك فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله. ثم وقع في قلبي شي ء فعملت به.

قال: و ما هو؟.

قلت: طفت يوما عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - فقال: صلي الله علي رسول الله ثلاث مرات -. ثم اليوم الثاني عن أميرالمؤمنين. ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن، و الرابع عن الحسين، و الخامس عن علي بن الحسين، و السادس عن أبي جعفر، محمد بن علي، و اليوم السابع عن جعفر بن محمد، و اليوم الثامن عن أبيك موسي، و اليوم التاسع عن أبيك علي، و اليوم العاشر عنك يا سيدي.. هؤلاء الذين أدين الله بولايتهم.

فقال: اذن و الله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره.

قلت: ربما طفت عن أمك فاطمة، و ربما لم أطف.

فقال: استكثر من هذا، فانه أفضل ما أنت عامله ان شاء الله» [8] .

و قال علي بن مهزيار:

«كتبت الي أبي جعفر، و شكوت له كثرة الزلازل في الأهواز، و قلت: تري لي التحول عنها؟.

فكتب عليه السلام: لا تتحولوا عنها. صوموا الأربعاء، و الخميس، و الجمعة، و اغتسلوا و طهروا ثيابكم و ابرزوا يوم الجمعة و ادعوا الله فانه يدفع عنكم.

ففعلنا، فسكنت الزلازل» [9] .



[ صفحه 339]



و عن ابراهيم بن محمد الهمداني، قال:

«كتبت الي أبي جعفر عليه السلام أصف لي صنع «السميع» بي. - و السميع سيده الناصبي الذي كان يظلمه لاعتدال مذهبه -.

فكتب - عليه السلام - بخطه: عجل الله نصرتك ممن ظلمك، و كفاك مؤنته. و أبشر بنصر الله عاجلا ان شاء الله، و بالأجر عاجلا، و أكثر من حمدالله» [10] .

و قال ابراهيم بن محمد الهمداني، نفسه - في حديث -:

«.. و كتب الي:

قد وصل الحساب. تقبل الله منك.. و رضي عنهم، و جعلهم معنا في الدنيا و الآخرة. و قد بعثت اليك من الدنانير بكذا، و من الكسوة بكذا، فبارك لك فيه و في جميع نعم الله اليك.

و قد كتبت الي «النضر» امرأته أن ينتهي عنك و عن التعرض لك و لخلافك، و أعلمته موضعك عندي. و كتبت الي «أيوب» امرأته بذلك أيضا.

و كتبت الي موالي بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك و المصير الي أمرك، و أن لا وكيل سواك» [11] .

و روي محمد بن ابراهيم - و قيل علي بن ابراهيم - أن أباه قال:

«كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلام اذ دخل اليه محمد بن صالح بن سهل الهمداني، و كان يتولي له - و يقبض لاسمه و يفتي بقضائه - فقال له:

جعلت فداك، اجعلني من عشرة آلاف درهم في حل فانني أنفقتها.

فقال له أبوجعفر عليه السلام: أنت في حل.

فلما خرج محمد بن صالح من عنده قال:



[ صفحه 340]



أحدهم يثب علي أموال آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم، و فقرائهم و مساكينهم و أبناء سبيلهم، فيأخذها ثم يقول، اجعلني في حل. أتراه ظن بي أني أقول له: لا أفعل!. و الله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا» [12] .

و قال علي بن عيسي:

«أتي الجواد عليه السلام رجل فقال:

أعطني علي قدر مروتك.

فقال عليه السلام: لا يسعني.

قال: علي قدري.

قال: أما ذا فنعم.. يا غلام أعطه مئتي دينار» [13] .

«و كتب عبدالعظيم الحسني اليه عليه السلام يسأله عن الغائط و نتنه؟.

فقال عليه السلام: ان الله خلق آدم فكان جسده طينا.

و بقي أربعين سنة ملقي تمر به الملائكة تقول: لأمر ما، خلقت!.

و كان ابليس يدخل في فيه، و يخرج من دبره. فلذلك صار ما في جوف ابن آدم منتنا خبيثا غير طيب.

و يقال: اذا بال الانسان أو تغوط يردد النظر اليهما، لأن آدم عليه السلام لما هبط من الجنة لم يكن له عهد بهما. فلما تناول الشجرة المنهية أخذه ذلك. فجعل ينظر الي شي ء يخرج منه، فبقي ذلك في أولاده، لأنه تغذي في الجنة، و بال و تغوط في الدنيا» [14] .

و قال رجل من بني حنيفة من أهل بست سجستان:



[ صفحه 341]



«رافقت أباجعفر في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم، فقلت له و أنا معه علي المائدة، و هناك جماعة من أولياء السلطان:

ان والينا - جعلت فداك - رجل يتولاكم أهل البيت و يحبكم، و علي في ديوانه خراج. فان رأيت - جعلني الله فداك - أن تكتب لي اليه بالاحسان؟.

فقال: لا أعرفه.

فقلت: جعلت فداك، انه علي ما قلت من محبيكم أهل البيت، و كتابك ينفعني عنده.

فأخذ القرطاس و كتب:

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا، و انما لك من عملك ما أحسنت فيه. فأحسن الي اخوانك، و اعلم أن الله عز و جل سائلك عن مثاقيل الذر و الخردل.

قال: فلما وصلت سجستان، سبق الخبر الي الحسين بن عبدالله النيسابوري - و هو الوالي - فاستقبلني علي فرسخين من المدينة، فدفعت اليه الكتاب فقبله و وضعه علي عينيه، ثم قال لي: ما حاجتك؟

فقلت: خراج علي في ديوانك.

قال: فأمر بطرحه عني و قال:

لا تؤد خراجا ما دام لي عمل.. ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي و لهم بما يقوتنا و فضلا. فما أديت في عمله خراجا و لا قطع عني صلته حتي مات» [15] .

و عن محمد بن الحسن بن أبي خالد شينوله، قال:

«قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام:



[ صفحه 342]



ان مشايخنا رووا عن أبي جعفر - الباقر - و أبي عبدالله - الصادق - عليهماالسلام، و كانت التقية شديدة فكتموا كتبهم فلم يرووا عنهم. فلما ماتوا صارت الكتب الينا.

فقال: حدثوا بها فانها حق» [16] .

قال عبدوس بن ابراهيم:

«رأيت أباجعفر الثاني عليه السلام، قد خرج من الحمام و هو من قرنه الي قدمه مثل الورد من أثر الحناء» [17] .

و انما يذكر أصحابنا هذه الدقائق عن سيرة الامام عليه السلام لأنهم يحبون أن يلتزموا بما كان يلتزم به من الواجب في السنة، أو مما هو من المستحب أو الأولي.

فعن قاسم الصيقل، أنه قال:

«ما رأيت أحدا كان أشد تشديدا في الظل - في الحج - من أبي جعفر عليه السلام!. كان يأمر بقلع القبة و الحاجبين اذا أحرم» [18] .

و قال علي بن مهزيار:

«رأيت أباجعفر الثاني عليه السلام ليلة الزيارة طاف طواف النساء، و صلي خلف المقام، ثم دخل زمزم فاستقي منها بيده بالدلو الذي يلي الحجر، و شرب منه و صب علي بعض جسده، ثم اطلع في زمزم مرتين.

و أخبرني بعض أصحابنا أنه رآه بعد سنة فعل مثل ذلك» [19] .

و قال ابن مهزيار نفسه:



[ صفحه 343]



«رأيت أباجعفر عليه السلام يمشي بعد يوم النحر حتي يرمي الجمرة، ثم ينصرف راكبا.

و كنت أراه ماشيا بعد ما يحاذي المسجد بمني - مسجد الخيف المبارك -. و نزل - فوق المسجد بمني قليلا - عن دابته حتي توجه يرمي الجمرة عند مضرب علي بن الحسين عليهماالسلام.

فقلت له: جعلت فداك، لم نزلت ها هنا؟.

فقال: ان هذا مضرب علي بن الحسين، و مضرب بني هاشم. و أنا أحب أن أمشي في منازل بني هاشم» [20] .

و قال ابن مهزيار أيضا:

«رأيت أباجعفر الثاني عليه السلام، في سنة خمس عشرة و مئتين، ودع البيت بعد ارتفاع الشمس، و طاف بالبيت يستلم الركن اليماني في كل شوط.

فلما كان في الشوط السابع استلمه، و استلم الحجر، و مسح بيده، ثم مسح وجهه بيده.

ثم أتي المقام فصلي خلفه ركعتين.

ثم خرج الي دبر الكعبة، الي الملتزم، و التزم البيت، و كشف الثوب عن بطنه. ثم وقف عليه طويلا يدعو.

ثم خرج من باب الحناطين» [21] .

و قال موسي بن القاسم البجلي:

«رأيت أباجعفر الثاني عليه السلام، يصلي في قميص قد اتزر فوقه بمنديل و هو يصلي» [22] .



[ صفحه 344]



قال الحسن بن شمون:

«قرأت هذه الرسالة علي علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني - عليه السلام بخطه:

بسم الله الرحمن الرحيم

يا علي، أحسن الله جزاك، و أسكنك جنته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك الله معنا.

يا علي، قد بلوتك و خبرتك في النصيحة، و الطاعة، و الخدمة، و التوقير، و القيام بما جيب عليك. فلو قلت: اني لم أر مثلك، لرجوت أن أكون صادقا، فجزاك الله جنات الفردوس نزلا، فما خفي علي مقامك و لا خدمتك، في الحر و البرد، في الليل و النهار. فأسأل الله اذا جمع الخلائق للقيامة أن يحبوك برحمة تغتبط بها، انه سميع الدعا» [23] .

و هكذا كانوا يعرفون حقائق و دقائق ما يقوم به أولياؤهم المقربون،

و كذلك كانوا يقدرون اخلاص المخلصين و يشكرون عمل الموالين من أصفيائهم الذين حملوا دعوتهم في أحلك الأزمنة.

و نحن اذا مررنا بأسماء أبوابهم، و وكلائهم - و معتمديهم، نظنها أسماء رجال عاديين، في حين أنهم من الأبدال الأبطال الذين عمر الله تعالي بهم أرضه و أنزل خيره.

«و قد كان بابه الأول عثمان بن سعيد السمان،

و من ثقاته: أيوب بن نوح بن دراج الكوفي، و جعفر بن محمد بن يونس الأحول، و الحسين بن مسلم بن الحسن، و المختار بن زياد العبدي البصري، و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الكوفي.



[ صفحه 345]



و من أصحابه: شاذان بن الخليل النيسابوري، و نوح بن شعيب البغدادي، و محمد بن أحمد المحمودي، و أبويحيي الجرجاني، و أبوالقاسم ادريس القمي، و علي بن محمد، و هارون بن الحسن بن محبوب، و اسحاق بن اسماعيل النيسابوري، و أبوحامد أحمد بن ابراهيم المراغي، و أبوعلي بن بلال، و عبدالله بن محمد الحضيني، و محمد بن الحسن بن شمون البصري» [24] .

و قد روي أنه لم يعترف بامامته - بادي ء ذي بدء - سوي عدد قليل - قيل انهم ثلاثة! - [25] ثم استطاع - في هذا المدي القصير من عمره - أن ينشر النور في القلوب، و أن يؤجج النفوس بوهج الايمان، فوضع أكبر عدد من معاصريه علي خط الايمان، يقولون بولايته و يأتمرون بأمره.



[ صفحه 347]




پاورقي

[1] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 389 و هو مذكور بتفصيل أوسع في الجزء 3 من كشف الغمة.

[2] بحارالأنوار ج 50 ص 187 - 186 نقلا عن روضة الكافي ص 191.

[3] المصدر السابق، نفس الجزء ص 247.

[4] نفس المصدر و نفس الجزء ص 249.

[5] بحارالأنوار ج 50 ص 107 - 106 و هو في رجال الكشي تحت رقم 505.

[6] المصدر السابق، نفس الجزء ص 108 و هو في رجال الكشي تحت الرقم 508.

[7] بحارالأنوار ج 50 ص 107 و رجال الكشي تحت الرقم 505.

[8] المصدر السابق، نفس الجزء ص 102 - 101 و الكافي م 1 ص 304.

[9] بحارالأنوار ج 50 ص 101.

[10] المصدر السابق، نفس الجزء ص 108 و في رجال الكشي تحت الرقم 506.

[11] المصدر السابق، نفس الجزء ص 109 - 108 و رجال الكشي تحت الرقم 509.

[12] بحارالأنوار ج 50 ص 105 و الكافي م 1 ص 548 و كتاب الغيبة ص 227 و حلية الأبرار ج 2 ص 407.

[13] حلية الأبرار ج 2 ص 408 و كشف الغمة ج 3 ص 158.

[14] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 384.

[15] حلية الأبرار ج 2 ص 437 - 436 و الايقاظ من الهجعة بالبرهان علي الرجعة ص 25 و الأنوار البهية ص 219.

[16] الكافي م 1 ص 153 و في المصدر: شينولة، و هو تصحيف: شنبولة، و محمد بن الحسن هذا حسن معتمد معروف.

[17] حلية الأبرار ج 2 ص 436 - 434.

[18] الكافي م 1 ص 153 و في المصدر: شينولة، و هو تصحيف: شنبولة، و محمد بن الحسن هذا حسن معتمد معروف.

[19] الكافي م 1 ص 153 و في المصدر: شينولة، و هو تصحيف: شنبولة، و محمد بن الحسن هذا حسن معتمد معروف.

[20] المصدر السابق ذاته.

[21] المصدر السابق ذاته.

[22] المصدر السابق ذاته.

[23] بحارالأنوار ج 50 ص 105 و كتاب الغيبة ص 226.

[24] أنظر بحارالأنوار ج 50 ص 106 و مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 380.

[25] راجع تراجم الرحال فقد قيل هم: أبوخالد الكابلي: و يحيي ابن أم طويل، و جبير بن مطعم، أو حكيم بن جبير -.