بازگشت

مع المعتصم


عاش الامام محمد بنعلي الجواد عليه السلام سنتين من سني حكم المعتصم العباسي الثمانية.

و تذكر النصوص التاريخية التي بأيدينا ما يلي:

1- تعامل المعتصم الحذر مع الامام و طلب نقله من المدينة الي بغداد.

2- المناظرات التي جرت بينه و بين رجال المعتصم بحضوره.

3- ما جري عليه و سبب استشهاده.

في الطائفة الأولي: نقل محمد الحنفي: خاف المعتصم علي ذهاب ملكه الي الامام محمد الجواد عليه السلام اذا كان علي قدر عظيم علما و عملا. فطلبه من المدينة مع زوجته أم الفضل بنت المأمون الي بغداد. [1] .



[ صفحه 176]



و قد كتب الي عبدالملك بن الزيات أن ينفذ اليه الامام التقي و أن الفضل لما بويع بعد أن تفقد أحواله فأنفذ ابن الزيات علي بن يقطين اليه فتجهز و خرج الي بغداد، فأكرمه و عظمه، و أنفذ أسناس بالتحف اليه و الي أم الفضل. [2] .

لكن السؤال: هل طلب الامام الجواد عليه السلام في زمان المعتصم مرتين أم مرة واحدة؟

لدينا نص يقول: أن الامام الجواد عليه السلام عاصر سني حكم المأمون مدة امامته الا اثنين في آخرها، و كان في المدينة الا مرتين فقدم أولاهما لأجل الزواج من ابنة المأمون أم الفضل و الأخري سنة عشرين و مائتين ارتحل منها في خلافة المعتصم فقتله بالسم.

و يبدو أن المرة الأولي بحسب النص كانت في سنة 215 ه عندما انتقلت اليه أم الفضل في تكريت.

لكن الثابت أن الامام كان في مجلس المأمون عند الخطبة، و مناقشة يحيي بن أكثم قاضية، و فيها تم العقد ثم بعد ذلك جاء العراق لأخذ زوجته، كل ذلك في زمان المأمون.

أما في زمان المعتصم، فلدينا نص تاريخي يوضح أن الامام قصد بغداد مرتين في زمان امامته.

فعن اسماعيل بن مهران، قال: لما خرج أبوجعفر من



[ صفحه 177]



المدينة الي بغداد في المرة الأولي جئته، فقلت له: جعلت فداك اني أخاف عليك هذا الوجه مالي من الأمر بعدك؟

فكر بوجهه الي ضاحكا، و قال: ليس الغيبة كما ظننت في هذه السنة، فلما وصل الي بغداد أقام بها هناك فرجع.

و لما خرج في الثانية الي المعتصم سرت اليه، فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فالي من الأمر بعدك؟ فبكي حتي اخضلت لحيته بالدموع ثم أشار الي فقال: مثل هذه السنة يخاف علي، فالأمر من بعدي الي ابني علي.

و النص لايوضح أن السفر الأول كان في زمان المأمون أو المعتصم.

لكن الاشارة في الثانية توضح بجلاء أن السفرة الثانية كانت في سنة 220 ه حيث كان عمر الامام الهادي الوصي من بعده، ثمان سنين، و كانت ولادته في سنة 212 ه أي قبل دخوله بأم الفضل بثلاث سنين في سنة 215 ه.



[ صفحه 179]




پاورقي

[1] موسوعة الامام الجواد، ج 1، ص 445.

[2] موسوعة الامام الجواد، ج 1، ص 453.