بازگشت

موقف الامام الجواد من الغلاة


ذم الامام الجواد عليه السلام جماعة من الغلاة و الوضاعين الذين كانوا يدعون زورا أنهم دعاة الي مذهب أهل البيت، منهم أبوالسمدي و ابن أبي الزرقاء.

قال أبوجعفر عليه السلام لاسحاق الأنباري: ما فعل أبوالسمدي



[ صفحه 170]



لعنه الله، يكذب علينا، و يزعم أنه و ابن أبي الزرقاء دعاة الينا، أشهدكم أني أتيرأ الي الله عزوجل منهما، و أنهما فتانان ملعونان.

كما ذم جماعة أخري روي علي بن مهزيار أسمائهم قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: هذا أبوالغمر، و جعفر بن واقد، و هاشم بن أبي هاشم، استأكلوا بنا الناس، و صاروا دعاة يدعون الناس الي ما دعا اليه أبوالخطاب لعنه الله، و لعنهم معه، و لعن من قبل منهم.

و أبوالخطاب هو محمد بن أبي زينب كان من الغلاة الخارجين عن تعاليم الشريعة الغراء.

و كان قد ورد الذم لأبي الخطاب علي لسان الامام الصادق عليه السلام عن المفضل بن يزيد قال: قال أبوعبدالله، و ذكر أصحاب أبي الخطاب و الغلاة فقال لي: يا مفضل، لا تساعدوهم، و لا تؤاكلوهم، و لا تشاربوهم، و لا تصافحوهم، و لا تؤاثروهم.

و قد كتب المفضل بن شاوان بن خليل المكني بأبي محمد كتابا في الرد علي الباطنية و القرامطة.

و هو من مشايخ الحديث الثقاة، المعتمدين.

عاش في أواسط القرن الثالث، من محدثي الامامية، فقيه، متكلم، جليل القدر، من أصحاب الامام الجواد، و الهادي، و العسكري عليهم السلام. و يروي عن الامام الرضا عليه السلام، و جلالته و صفته كالشمس في رابعة النهار، و له مؤلفات قيمة. [1] .



[ صفحه 171]



و قال الشيخ المفيد: ان بلاء الظاهرية - و أعني بهم الغلاة المتمسكين بالظواهر المأثورة ليس علي الدين و المسلمين بأقل من بلاء الباطنية - و أعني بهم الغلاة في التمسك ببواطن الآثار، و لاعتبارهم ظواهر النقل العرفية قشورا.

و ما هؤلاء و أولئك سوي طرفي افراط و تفريط في الحقيقة. و أحري بهم أن يعدلوا عن تطرفهم و يسلكوا مذهب التوسط و الاعتدال، فان للقرآن و الحديث ظواهر مقصودة عند التخاطب مثل: (و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة) و (و أحل الله البيع و حرم الربا) الي آخره مجمعا عليها بالضرورة كما أن في القرآن و الحديث ألفاظ لا يراد منها معانيها اللغوية الأصلية المبذولة، و انما قصد منها معان عرفية يتقبلها عرف التخاطب علي سبيل التجوز و التشبيه، كآية: (يجعلون أصابعهم في آذانهم) أو حديث: «الحجر الأسود يمين الله في أرضه». فلا نري العقلاء الا مجمعين علي صرف هذه الألفاظ عن مفاهيمها اللغوية الأصلية الي معان تمثيلية رائجة الاستعمال في محاورات العرف من كل أمة. [2] .


پاورقي

[1] الايضاح للفضل بن شادان، ص 21.

[2] تصحيح اعتقادات الامامية، ص 38، الشيخ عن المعجم.