بازگشت

الولادة المباركة


ولد الامام محمد بن علي الجواد سلام الله عليه في اليوم العاشر من شهر رجب في سنة مائة و خمسة و ستين هجرية في المدينة المنورة.

قال صاحب كشف الغمة، و العياشي في مقتضب الأثر في النص علي الأئمة الاثني عشر: ان ولادته كانت في شهر رجب. و ذكر الطبرسي في تاج المواليد أنه ولد يوم الجمعة في العاشر من رجب سنة 195 ه و هو القول المشهور بين الشيعة. و يؤيد هذا القول الدعاء المأثور عن الامام الحجة، عجل الله فرجه الشريف: «اللهم اني أسألك بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني، و ابنه علي بن محمد المنتجب».

و محمد بن علي الثاني هو الامام الجواد، و علي بن محمد هو ولده الامام الهادي، أما محمد بن علي الأول فهو الامام الباقر صلوات الله عليهم أجمعين.

و هناك قول آخر في في ولادته يفيد أن ولادته ليلة



[ صفحه 12]



التاسع عشر من شهر رمضان في سنة مائة و خمسة و تسعين هجرية.

و قد ذكر ذلك: الشيخ الكليني في الكافي، و الشيخ المفيد في الارشاد، و الشيخ الفتال في روضة الواعظين، و ابن شهراشوب في المناقب.

و في ساعة الولادة أمر الامام الرضا أخته حكيمة بنت الامام موسي بن جعفر عليه السلام أن تلازم أمه الخيزران مع القابلة استعدادا لاستقبال المولود المبارك.

و بعد ولادته بادر أبوه الرضا عليه السلام الي استلام ولده العزيز، و وضعه في مهده، و لازم طفله طوال الليل يناغيه.

و لم يقتصر الأمر علي تلك الليلة، بل كان ذلك دأب الامام عليه السلام مع ولده.

فقد روي كلثم بن عمران قال: كان الرضا عليه السلام طول ليله يناغيه في مهده. [1] .

البشائر بولادته:

و قد ورد التبشير بولادته، و التعريف بمكانته و فضله و مقامه من الهداة الميامين سلام الله عليهم أجمعين.

فقد روي الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عن



[ صفحه 13]



الامام علي بن الحسين عن جابر قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال: «ان الله عزوجل ركب في صلبه - أي صلب علي بن موسي الرضا - نطفة مباركة زكية رضية مرضية و سماها محمد بن علي. فهو شفيع شيعته و ميراث علم جده. له علامة بينة، و حجة ظاهرة». [2] .

و عن الامام الكاظم عليه السلام: روي يزيد بن سليط الزيدي، قال: لقيت أباابراهيم عليه السلام و نحن نريد العمرة قال لي أبوابراهيم (الكاظم): «اني أؤخذ هذه السنة و الأمر الي ابني علي. يا يزيد اذا مررت بهذا الموضع و لقيته، و ستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون مبارك». [3] .

و عن الامام الرضا عليه السلام: روي الشيخ الصدوق: عن عبدالرحمن بن أبي النجران ناظر ابن قياما - و كان واقفيا - الامام الرضا عليه السلام حول أن الامام لا يكون عقيما و لم يكن للامام الرضا ولد آنذاك فقال له الامام عليه السلام: «و ما يدريك أنه ليس له ولد». ثم قال: «اني أشهد الله أنه لا تمضي الأيام و الليالي حتي يرزقني الله ولدا مني».

قال عبدالرحمن: «فعددنا الشهور من الوقت الذي قال فوهب الله له أباجعفر عليه السلام في أقل من سنة». [4] .



[ صفحه 14]



و يرجع سر التشكيك أن الامام الجواد قد ولد و عمر أبيه الامام الرضا خمس و أربعون سنة.

و كان احتفاء الامام بابنه عظيما.. أشاد به بين أصحابه.. و قال علي بن أسباط: «سمعت الرضا يقول: انه أبرك مولود علي شيعتنا».

و سنورد الروايات عن الامام الرضا عليه السلام في باب النص علي امامته.



[ صفحه 15]




پاورقي

[1] الامام الجواد من المهد الي اللحد.

[2] عيون أخبار الرضا، ج 1، ص 41.

[3] الكافي، ج 1، ص 313.

[4] الكافي، ج 1، ص 313.