بازگشت

مع القرآن


يشكل القرآن الكريم الثقل الأكبر في حياة المسلمين، و هو حبل الله الممدود من السماء الي الأرض.

و تمثل العترة من آل البيت الثقل الثاني المرتبط بالقرآن، و هما لن يفترقا حتي يردا الحوض علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و ان التمسك بهما سبب للنجاة و الخلاص من شباك الهوي و الضلال.

و قد أبرز الأئمة الهداة عليهم السلام اهتماما عظيما بالقرآن تلاوة و تفسيرا، و حثا منهم للمسلمين علي التمسك به.. فهم الراسخون في العلم. المفسرون لآياته كما أراده الله حقيقة، و هم العالمون بتأويله، و الدليل علي ظاهره و باطنه..

قال الامام الجواد في فضل قراءة القرآن:

ما اجتمع رجلان الا كان أفضلهما، عندالله آدبهما.

فقيل يابن رسول الله: قد عرفنا فضله عند الناس فما فضله عندالله؟



[ صفحه 132]



فقال: بقراءة القرآن كما أنزل. [1] .

و في هذا اشارة الي القراءة المطلوبة التي قرأها رسول الله علي المسلمين. و أخذوها منه.

في استحباب قراءة القرآن في الطواف:

قال عليه السلام: و طواف الفريضة لا ينبغي أن تتكلم فيه الا بالدعاء، و ذكر الله، و قراءة القرآن.

و علي صعيد علوم القرآن و تفسير آياته أبرز الامام عليه السلام المعاني الصحيحة و مراد الباري جل و علا لمن كان يسأل عن آية بذاتها. أو بطريقة الانتزاع من آيات القرآن، و الاعتماد عليه كركن وثيق للمعرفة في اجاباته علي السمائل المختلفة في أبواب المعرفة.

و نحاول أن نبرز في هذا الباب صورا من القسمين - التفسير المباشر. و صورا من الانتزاع من القرآن و الاستشهاد بآياته. مع أن وصل الينا في هذا الباب نزر يسير.

1- من الانتزاع: سأله أبوهاشم الجعفري عن معني الواحد، قال: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد، كما قال الله عزوجل: (من خلق السماوات و الأرض ليقولن الله). [2] .

2- في الطلاق: سأله سائل ما تقول فيمن قال لامرأته:



[ صفحه 133]



أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال أبوجعفر الثاني له: يا هذا اقرأ كتاب الله. قال الله تعالي: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان). في الثالثة. [3] .

3- عن التوبة من الربا: أم رجلا أربي دهرا من الدهر فخرج قاصدا أباجعفر الجواد عليه السلام يسأله عن حاله و ماذا يعمل بعد الذي ارتكبه من عظيم الاثم.

فقال له عليه السلام: مخرجك من كتاب الله، يقول الله: (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهي فله ما سلف) و الموعظة هي التوبة، فجهله بتحريمه، ثم معرفته به فما مضي فحلال، و ما بقي فليتحفظ. [4] .

4- في المشورة: كتب الامام الجواد عليه السلام الي علي بن مهزيار أن سل فلانا أن يشير علي و يتخير لنفسه، فهو يعلم ما يجوز في بلده، و كيف يعامل السلاطين، فان المشورة مباركة، قال الله لنبيه في محكم كتابه: (فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل علي الله ان الله يحب المتوكلين). [5] .

5- فضل الله: قال الجواد عليه السلام: لله فضل يقسمه من طلوع الفجر الي طلوع الشمس و ذلك قوله: (و اسألوا الله من فضله). [6] .



[ صفحه 134]



6- معني الشك: قال الحسين بن الحكم الوسطي: قال أبوجعفر عليه السلام: انما الشك فيما لايعرف، فاذا جاء اليقين فلا شك يقول الله تعالي: (و ما وجدنا لأكثرهم من عهد و ان وجدنا أكثرهم لفاسقين). قال نزلت في الشكاك. [7] .

7- الخمس: كتب الي علي بن مهزيار: فأما الغنائم و الفوائد فهي واجبة عليهم في كل عام قال الله تعالي: (و اعلموا أنما غنمتم من شي ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل). [8] .

8- عن الكف ء في الزواج: عن علي بن مهيار قال: كتب الي أبوجعفر: من خطب اليكم فرضيتم دينة و أمانته فزوجوه قال تعالي: (الا تفعلوه تكن فنتة في الأرض و فساد كبير). [9] .

9- في الارث: عن الحسين بن الحكم عن أبي جعفر الثاني في رجل مات و ترك خالتيه و مواليه، قال عليه السلام: (و أولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض) في المال بين الخالتين. [10] .

10- عن ذي الكفل: عن عبدالعظيم الحسني قال: كتبت الي أبي جعفر - أعني محمد بن علي بن موسي - أسأله عن ذي الكفل، ما اسمه؟ و هل كان من المرسلين؟ فكتب صلوات الله



[ صفحه 135]



عليه: و ان ذا الكفل منهم صلوات الله عليهم. و كان اسمه (عويديا) و هو الذي ذكره الله جلت عظمته في كتابه حيث قال: (و اذكر اسماعيل و اليسع و ذا الكفل و كل من الأخيار).

11- في معني الأمي: عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أباجعفر محمد بن علي فقلت: يابن رسول الله لما سمي النبي الأمي، فقال عليه السلام: انما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة، و مكة من أمهات القري، و ذلك قول الله عزوجل: (لتنذر أم القري و من حولها). [11] .

عن علي بن أسباط: قلت لأبي جعفر: ان الناس يزعمون أنه سمي الأمي لأنه لم يكن يكتب؟

فقال عليه السلام: كذبوا عليهم لعنة الله. أني ذلك و قد قال الله: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة و ان كانوا من قبل لفي ضلال مبين).

فكيف يعلمهم ما لا يحسن؟ و لقد كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقرأ و يكتب باثنين و سبعين، أو قال بثلاثة و سبعين لسانا. [12] .

12- الأخلاء: قال الجواد عليه السلام: الناس اخوان، فمن كانت اخوته في غير ذات الله فانها تحوز عداوة. و ذلك قوله



[ صفحه 136]



تعالي: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين). [13] .



[ صفحه 137]




پاورقي

[1] ارشاد القلوب، ص 160.

[2] موسوعة الامام الجواد، ج 1، ص 489.

[3] دلائل الامامة، ص 388.

[4] وسائل الشيعة، 12، ص 433، من كتاب: حياة الامام الجواد القرشي.

[5] تفسير العياشي، ج 1، ص 240.

[6] تفسير العياشي، ج 1، ص 240.

[7] العياشي، ج 2، ص 23.

[8] الاستبصار، ج 2، ص 60.

[9] قصص الأنبياء، ص 213.

[10] الكافي، ج 7، ص 120.

[11] من موسوعة الامام الجواد، ج 2، فصل القرآن.

[12] من موسوعة الامام الجواد، ج 2، فصل القرآن.

[13] كشف الغمة، ج 2، ص 349.