التحقيق في العدد
يعلق المحقق القمي علي هذه الرواية بعد نقلها فيقول:
1- من الممكن أنهم سألوه بشكل جماعي من دون مراعاة اتمام مسألة الآخرين، فأجاب مولانا عليه السلام عن أكثرها بنعم أو لا.
2- و يحتمل أن الامام محيط بقلوبهم و ضمائرهم و كان يجيب عن أسئلتهم بمجرد الشروع في السؤال.
أما العلامة المجلسي، فقد نقل وجوها سبعة لدفع الاشكال عن الرواية، و رجح ثالثها، و اعتبرها أقربها لتوجيه الخبر، فقال:
بيان قوله عن ثلاثين ألف مسألة، أقول يشكل هذا بأنه لو كان السؤال و الجواب عن كل مسألة بيتا واحدا أعني خمسين حرفا لكان أكثر من ثلاث ختمات للقرآن فكيف يمكن ذلك في
[ صفحه 96]
مجلس واحد؟
ولو قيل أن جوابه عليه السلام كان في الأكثر بلا و نعم أو بالاعجاز في أسرع زمان، ففي السؤال لا يمكن ذلك، يمكن الجواب بوجوه:
1- أن الكلام محمول علي المبالغة في كثرة الأسئلة و الأجوبة، فان عد مثل ذلك مستبعد جدا.
2- يمكن أن يكون في خواطر القوم أسئلة كثيرة متفقة فلما أجاب عليه السلام عن واحد، أجاب عن الجميع.
3- أن يكون اشارة الي كثرة ما يستنبط من كلماته الموجزة المشتملة علي الأحكام الكثيرة، و هذا وجه قريب.
4- أن يكون بوحدة المجلس الوحدة النوعية أو مكان واحد كمني، و ان كان في أيام متعددة.
5- أن يكون مبنيا علي بسط الزمان الذي تقول به الصوفية لكنه ظاهرا من قبيل الخرافات.
6- أن يكون اعجازه عليه السلام أثر في سرعة كلام القوم أيضا. أو كان يجيبهم بما في ضمائرهم قبل سؤالهم.
7- ما قيل ان المراد: السؤال يعرض المكتوبات و الطومارات فوقع الجواب يخرق العادات
و يرجح العلامة القول الثالث.
[ صفحه 97]
لكن المسائلة تظهر المقدرة العلمية و النبوغ في شخصه عليه السلام.
أما القسم الثاني و هي مناظرات و أسئلة حدثت في مجلس المأمون مع يحيي بن أكثم كبير القضاة. و كذلك جواب لمسألة في مجلس المعتصم. ارتأينا ارجاءها الي حديثنا عن المعتصم.