بازگشت

الحكمة في صغر السن


و يتلخص مما ذكرنا أن الشبهة علي الامامة بسبب صغر السن غير تامة، لأن كمال العقل لا يستنكر في حجج الله مع صغر السن.

و قد أرسل الله عيسي بن مريم نبيا و هو في المهد و كذلك يحيي أوتي الحكم صبيا.

2- ان الأئمة في موضوع تولي الأمر.. و قيامهم بأعباء الامامة في حال صغرهم أو كبر أعمارهم سواء.

و هي فضيلة للامام الجواد عليه السلام أن يتولي الامامة بعد استشهاد أبيه.. و عمره سبع أو ثمان سنين كما كان النص علي جده أميرالمؤمنين. و عمه الحسن و جده الحسين عليهماالسلام.

3- عدم مدخلية البلوغ في الامام لأن الأض لا تخلو من حجة.

4- وجوب تعيين الامام بحسب قاعدة اللطف. حتي لا



[ صفحه 58]



تضيع الأحكام و تنمحي آثار الشريعة فيحتار الناس في معرفة أحكام دينهم، و الالمام بتفاصيل التكاليف الشرعية.

و لا فرق هنا أن يكون الامام صغير السن. بل الأهم أن يكون عالما بالأحكام، مدركا لمقاصد الشريعة، موضحا لمراميها، قادرا علي تحمل أعباء الامامة.

و قد كان هذا ثابتا - تاريخيا - للامام الجواد كما شهدت به مجالسه مع الشيعة الذين قصدوه في المدينة، أو مناظراته في مجلس المأمون و المعتصم.

5- أن الامامية تعتقد أن الامام مؤيد بروح القدس. فهو ينزل علي الامام فتصير النفس غير النفس كما في نفخ الروح في الجسد فتصير خلقا آخر.

و الله جل و علا يتفضل علي الامام و يهب له من عنده علما يري به ما وراء الحجاب.

و بذلك أعطي النبي يحيي عليه السلام الحكم صبيا. و تكلم عيسي بن مريم عليهماالسلام في المهد. و كان مجي ء يحيي عليه السلام مقدمة لعيسي عليه السلام لتزول الدهشة اذ رأوا قبل ذلك في يحيي ما رأوا، فسهل عليهم الأمر في عيسي في ولادته من غير أب. و تكلم في المهد صبيا.

و قد امتاز الامام الجواد عليه السلام بالنظر الي ما سلف من الأئمة عليهم السلام بتلك الميزة. بالأمر في السابعة من عمره،



[ صفحه 59]



و نهض بأعباء الامامة، و حير الناس بها أبدي من المسائل الدينية الدقيقة في أيام امامته، كما حير من قبل يحيي عليه السلام و عيسي عليه السلام أهل زمانهم.

و كان كيحيي عليه السلام مقدمة لمن يقوم بأعباء الامامة، و يتصدي لازالة الجور، و العدوان، و بسط العدل علي بسيطة الأرض، و يحقق وعدالله بأن يورث عباده الصالحين الأرض و من عليها.

و لهذا يعتبر الامام الجواد أول تجسيد حي للامام الحي علي حسب ما يقوله الشيعة. بكل ما لهذه الكلمة من معني.. ضمن المواصفات التي وردت في الكتاب و السنة للامام و أحواله. و الله سبحانه يتولي تسديده و تربيته علي الدوام. [1] .

6- و هكذا تكون امامة الجواد عليه السلام في صغر سنه تمهيد لقبول الشيعة بامامة أولاده: الامام الهادي، الذي يتولاها و عمره ثمان سنين، و الامام المهدي المنتظر - عجل الله فرجه - الشريف.



[ صفحه 61]




پاورقي

[1] الحياة السياسية للامام الجواد، السيد جعفر مرتضي العاملي.