بازگشت

الامام الرضا و ابنه الجواد


و عندما ننتقل لحال الامام الجواد عليه السلام نجد الأمر موافقا لما كان عليه جده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حين أعلن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أمام الملأ أنه وصيه و خليفته بعده و هو فتي أمام كبار أعمامه و مشايخهم في السنة الثالثة من البعثة.

و حاله كحال عمه الحسن بن علي عليه السلام، و جده الحسين عليه السلام حين نص رسول الله علي امامتهما.

فلقد نص الامام الرضا عليه السلام علي امامة ولده الجواد عليه السلام و هو ابن ثلاث سنين.

1- فعن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيي قال: قلت للرضا عليه السلام كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أباجعفر، فكنت تقول يهب الله لي غلاما. فقد وهبه الله لك، فأقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، فان كان فالي من؟ فأشار بيده الي أبي جعفر الجواد و هو قائم بين يديه. فقلت له: جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين؟ قال عليه السلام: و ما يضيره من ذلك، قد قام عيسي عليه السلام



[ صفحه 50]



بالحجة و هو ابن أقل من ثلاث سنين. [1] .

2- و عن الحسين بن محمد الخيراني عن أبيه قال: «كنت واقفا بين يدي أبي الحسن عليه السلام بخراسان، فقال قائل: يا سيدي ان كان كون فالي من؟ قال عليه السلام: الي ابني أبي جعفر. فكأن القائل استصغر سن أبي الحسن! فقال أبوالحسن: ان الله بعث عيسي بن مريم نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي هو فيه.

قال العلامة المجلسي:

المراد وضع الاستبعاد و اثبات الامكان، فان القائل الذي استصغر سن أبي جعفر عليه السلام توهم أن صغر السن و الحال أنه موجب للحجر عليه ينافي الامامة و قيادة الأمة، فذكره عليه السلام بنبوة عيسي عليه السلام في شريعة مبتدأة كما صرح به قوله تعالي: (قال اني عبدالله آتاني الكتاب و جعلني نبيا (30) و جعلني مباركا أين ما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا).

فاذا أمكن و جاز أن يكون الصبي في المهد صاحب لشريعة مبتدأة فكيف لا يمكن و لا يجوز أن يكون أباجعفر اماما لشريعة جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في أكبر من سنه فانه يقوم بأعباء الامامة و له سبع سنين. [2] .



[ صفحه 51]



و الرواية تروي عن خيران الخادم مولي الامام الرضا عليه السلام.

قال السيد البروجردي: و هذا من أصحاب الجواد و الهادي عليهماالسلام. أما ابنه - فاضل الخير - فلم أضفر بذاته و لا وصفه مدحا و لا ذما. [3] .

و قد نقل الشيخ المفيد في الارشاد أن الأب كان ملازما لباب الامام الجواد للخدمة.

3- و عن علي بن محمد بن سهل بن اياد عن محمد بن الوليد عن يحي بن حبيب الزيات، قال: أخبرني كان عند الامام الرضا عليه السلام جالسا. فلما هموا بالقيام، قال لهم أبوالحسن الرضا عليه السلام: القوا أباجعفر فسلموا عليه، و أحدثوا به عهدا. فلما نهض القوم التفت الي فقال: رحم الله المفضل أنه كان ليقنع بدون هذا. [4] .

وعد بن شهرأشوب يحيي بن حبيب الزيات من ثقاة من روي النص عن الرضا عليه السلام في حق ابنه الجواد عليه السلام. [5] .

و هكذا فان التأكيد من الامام الرضا عليه السلام في حق ابنه يشير الي جملة أمور:

1- استمرار الامامة بالنص الوارد عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.



[ صفحه 52]



2- حل لمعضلة واجهها الامام الرضا عليه السلام و هي الوقف.

3- الاشارة الي أن صغر السن ليس مانعا من تولي مقاليد الامامة.

4- اعلان الحجة علي الناس فمن شاء آمن و من شاء كفر بها.



[ صفحه 53]




پاورقي

[1] حياة أولي النهي، ص 79.

[2] بحارالأنوار، ج 50، ص 24.

[3] طرائف المقال، ج 1، ص 389، السيد علي البروجردي.

[4] حياة أولي النهي، ص 80.

[5] مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 487.