بازگشت

الاشادة بشخصية الامام


الامام الجواد عليه السلام ما رآه أحد الا أعجب به و دهش، و ما سمع به أحد الا أشاد به و أطراه، فقد ملكت هيبة الامام و مواهبه و نبوغه المبكر عقول و عواطف العلماء و المؤرخين، فراحوا يسجلون اعظامهم و اكبارهم عبر كلمات المديح و الاطراء عندما يصلون الي ساحة قدس الامام الجواد عليه السلام ليكتبوا عن حياته الشريفة. و قد انتخبنا هذه المجموعة من الانطباعات لعدد من العلماء و كبار المؤرخين - من غير الامامية غالبا - عن شخصية الامام الجواد عليه السلام و مواهبه الخلاقة، و عبقريته المنقطعة النظير، و ما اتصف به من نزعات و أخلاق كانت تحكي خلق و صفات جده الرسول الأكرم صلي الله عليه و آله و سلم، و آبائه الميامين الأطهار، نردفها وفق تسلسل سني وفيات أصحابها، و هي كما يلي:



[ صفحه 134]



1 - ابن طلحة الشافعي (ت / 652 ه)، قال في كتابه «مطالب السؤول في مناقب آل الرسول» عند تعرضه لترجمة الامام الجواد عليه السلام:

(و أما) مناقب أبي جعفر محمد الجواد.. فما اتسعت له حلبات مجالها، و لا امتدت له أوقات آجاله، بل قضت عليه الأقدار الالهية بقلة بقائه في الدنيا بحكمها و سجالها، فقل في الدنيا مقامه، و عجل عليه فيها حمامه، فلم تطل لياليه، و لا امتدت أيامه..

فانه قد تقدم في آبائه عليهم السلام أبوجعفر محمد الباقر بن علي، فجاء هذا باسمه و كنيته و اسم أبيه، فعرف بأبي جعفر الثاني. و ان كان صغير السن فهو كبير القدر، رفيع الذكر، و مناقبه رضي الله عنه كثيرة.. [1] .

2 - سبط ابن الجوزي (ت / 654 ه)، قال في «تذكرة الخواص»:

محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.. و كان علي منهاج أبيه في العلم و التقي و الزهد و الجود. و لما مات أبوه قدم علي المأمون فأكرمه و أعطاه ما كان يعطي أباه.. و كان يلقب بالمرتضي و القانع، و كانت وفاته خامس ذي الحجة.. و قبره يزار، و كان له أولاد المشهور منهم علي الامام [2] .

3 - علي بن عيسي الاربلي (ت / 693 ه)، قال في «كشف الغمة»:

الجواد عليه السلام في كل أحواله جواد، و فيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة من أجواد، فاق الناس بطهارة العنصر، و زكاء الميلاد، فما قاربه



[ صفحه 135]



أحد.. و مكانته الرفيعة تسمو علي الكواكب، و منصبه يشرق علي المناصب. له الي المعالي سمو، و الي الشرف رواح و غدو، و في السيادة اغراق و علو. تتأرج المكارم من أعطافه، و يقطر المجد من أطرافه. اذا اقتسمت غنائم المجد و المعالي و المفاخر كان له صفاياها، و اذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها و أسماها. يباري الغيث جودا و عطية، و يجاري الليث نجدة و حمية. فمن له أب كأبيه أو جد كجده؟ فهو شريكهم في مجدهم و هم شركاؤه في مجده، و كما ملأوا أيدي العفاة برفدهم، ملأ أيديهم برفده [3] .

4 - أبوالفداء (ت / 732 ه)، في تاريخه المسمي «المختصر في أخبار البشر» أو «تأريخ أبي الفداء»:

محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، و هو أحد الأئمة الاثني عشر عند الامامية.. و محمد الجواد المذكور، هو تاسع الأئمة الاثني عشر، و قد تقدم ذكر أبيه علي الرضا [4] .

5 - الحافظ الذهبي (ت / 748 ه)، قال في «تاريخ الاسلام»:

محمد بن الرضا علي بن الكاظم علي بن الكاظم موسي بن الصادق جعفر بن الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الشهيد الحسين بن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب، أبوجعفر الهاشمي الحسيني.



[ صفحه 136]



كان يلقب بالجواد، و بالقانع، و بالمرتضي. كان من سروات آل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم.. توفي ببغداد في آخر سنة عشرين شابا طريا.. و كان أحد الموصوفين بالسخاء؛ و لذلك لقب بالجواد.. رحمه الله و رضي عنه [5] .

6 - ابن تيمية الحنبلي (ت / 758 ه)، قال في كتابه «منهاج السنة» ما نصه:

محمد بن علي الجواد، كان من أعيان بني هاشم، و هو معروف بالسخاء و السؤدد، و لهذا سمي (الجواد). و مات و هو شاب ابن خمس و عشرين سنة [6] .

7 - اليافعي (ت / 768 ه)، قال في كتابه «مرآة الجنان»:

أبوجعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسي الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر، أحد الاثني عشر اماما الذين يدعي الرافضة فيهم العصمة. و كان المأمون قد نوه بذكره..

و كان الجواد يروي مسندا عن آبائه الي علي بن أبي طالب رضوان الله تعالي عليهم أجمعين. و كان يقول: «من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة» [7] .

8 - الغزي (ت / 1167 ه)، ذكر ترجمة مقتضبة للامام الجواد عليه السلام في كتابه «ديوان الاسلام»، فقال:

الجواد: محمد بن علي بن موسي، السيد الشريف أبوجعفر الهاشمي



[ صفحه 137]



الحسيني، أحد الأئمة الاثني عشر عند الامامية [8] .

9 - الزركلي (ت / 1396 ه)، قال في «الأعلام»:

محمد بن علي الرضا بن موسي الكاظم الطالبي الهاشمي القرشي، أبوجعفر الملقب بالجواد (220 - 195 ه / 835 - 811 م): تاسع الأئمة الاثني عشر عند الامامية. كان رفيع القدر كأسلافه، ذكيا، طلق اللسان، قوي البديهة [9] .


پاورقي

[1] مطالب السؤول 2: 74.

[2] تذكرة الخواص: 352.

[3] كشف الغمة 3: 162.

[4] تأريخ أبي الفداء 1: 343.

[5] تاريخ الاسلام 15: 385 رقم 372 وفيات سنة (220 - 211 ه).

[6] منهاج السنة 2: 127.

[7] مرآة الجنان 2: 80.

[8] ديوان الاسلام 2: 67 رقم 651.

[9] الأعلام 6: 271.