بازگشت

مثلث الاغتيال


علي الرغم من تعدد الروايات في كيفية شهادة الامام أبي جعفر الجواد عليه السلام، فان أغلبها يجمع علي أن الامام اغتيل مسموما - و لو أن البعض توقف في أن يشهد بذلك؛ لعدم ثبوت خبر لديه [1] - و أن مثلث الاغتيال قد تمثل في زوجته أم الفضل زينب بنت المأمون، و هي المباشر الأول التي قدمت للامام عنبا مسموما، ثم في أخيها جعفر، يدبرهم و يساعدهم علي هذا الأمر المعتصم بن هارون.



[ صفحه 126]



فقد ذكر ذلك غير واحد من المؤرخين ومنهم المؤرخ الشهير المسعودي فقال: (فلما انصرف أبوجعفر الي العراق لم يزل المعتصم و جعفر بن المأمون يدبرون و يعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لاخته أم الفضل - و كانت لامه و أبيه - في ذلك؛ لأنه وقف علي انحرافها عنه و غيرتها عليه لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها، مع شدة محبتها له؛ و لأنها لم ترزق منه ولد، فأجابت أخاها جعفرا) [2] .

و قال غيره: (ثم ان المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل أبي جعفر عليه السلام و أشار الي ابنة المأمون زوجته بأن تسمه؛ لأنه وقف علي انحرافها عن أبي جعفر عليه السلام و شدة غيرتها عليه؛ لتفضيله أم أبي الحسن ابنه عليها؛ و لأنه لم يرزق منها ولد، فأجابته الي ذلك) [3] .

أما ابن شهر آشوب فقد نقل في مناقبه أنه: (لم بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله، فكتب الي عبدالملك الزيات أن ينفذ اليه التقي و أم الفضل) [4] .


پاورقي

[1] راجع الارشاد 2: 295، و السبب في ذلك أن الشيخ المفيد لا يعمل و لا يأخذ الا بالأخبار المتواترة.

[2] اثبات الوصية: 192. و راجع: دلائل الامامة: 395.

[3] عيون المعجزات: 132.

[4] مناقب آل أبي طالب 4: 384.