بازگشت

بشري المولد العظيم


«اللهم اني أسألك بالمولودين في رجب محمد بن علي الثاني، و ابنه علي بن محمد المنتجب...» [1] الدعاء.

هذا الدعاء أورده شيخ الطائفة الطوسي رحمه الله (ت / 460 ه) في مصباح



[ صفحه 14]



المتهجد [2] ، و ابن عياش أحمد بن محمد بن عبدالله الجوهري صاحب كتاب (مقتضب الأثر)، و قيل هو دعاء مأثور عن صاحب الأمر عليه السلام، قال ابن عياش: خرج الي أهلي علي يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه في مقامه عندهم. و به أخذ بعض المؤرخين بناء علي نقل ابن عياش من أن مولد الجواد عليه السلام كان في يوم الجمعة العاشر من رجب سنة (195 ه) الموافق لسنة (811) الميلادية. و هو التاريخ المعمول به عند الطائفة اليوم.

لكن العلماء و مشايخ الطائفة يذهبون الي أن ولادته الميمونة كانت في شهر رمضان من عام (195 ه)، و ترددوا بين (19 ، 18 ، 17 ، 15) منه، و لعل ثانيها [3] هو الأرجح من بين هذه التواريخ، لكن الأكثر قال بالتاريخ الأخير بناء علي نقل اللاحق عن السابق [4] .

و أما حدث المولد العظيم و ساعته و ما جري فيه من الكرامة فتحكيه السيدة الكريمة حكيمة بنت أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام قالت: (لما حضرت ولادة الخيزران أم أبي جعفر عليه السلام دعاني الرضا عليه السلام، فقال: «يا حكيمة احضري ولادتها»، و أدخلني و اياها و القابلة بيتا و وضع لنا مصباحا، و أغلق الباب علينا.

فلما أخذها الطلق طفي ء المصباح، و كان بين يديها طست، فاغتممت بطف ء المصباح، فبينا نحن كذلك اذ بدر أبوجعفر عليه السلام في الطست، و اذا



[ صفحه 15]



عليه شي ء رقيق كهيئة الثوب يسطع نوره حتي أضاء البيت فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري و نزعت عنه ذلك الغشاء. فجاء للرضا عليه السلام و فتح الباب و قد فرغنا من أمره، فأخذه و وضعه في المهد، و قال لي: «يا حكيمة الزمي مهده».

قالت: فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره الي السماء ثم نظر يمينه و يساره ثم قال: «أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمدا رسول الله». فقمت ذعرة فزعة فأتيت أباالحسن عليه السلام، فقلت: سمعت من هذا الصبي عجبا. فقال: «و ما ذاك؟»، فأخبرته الخبر. فقال: «يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر» [5] .


پاورقي

[1] الامام علي بن محمد التقي يلقب بالنجيب أيضا، و أن أباه الامام الجواد عليه السلام يلقب بالمنتجب، فلاحظ.

[2] مصباح المتهجد و سلاح المتعبد: 741.

[3] اعلام الوري 2: 91. و تاج المواليد / الطبرسي أحمد بن علي (ت / 548 ه): 52 المطبوع ضمن كتاب «مجموعة نفيسة».

[4] أصول الكافي 1: 492. والارشاد 2: 273. و عيون المعجزات: 121. و المناقب آل أبي طالب 4: 379. و كشف الغمة 3: 135.

[5] مناقب آل أبي طالب 4: 394، الفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي: 209 - 208.