بازگشت

روائع من نور كلمه


أئمة أهل البيت عليهم السلام هم أزمة الحق، و أعلام الدين، و ألسنة الصدق! ان نطقوا صدقوا، و ان صمتوا لم يسبقوا. فهم عيش العلم، و موت الجهل.



[ صفحه 117]



يخبركم حلمهم عن علمهم، و ظاهرهم عن باطنهم، و صمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق و لا يختلفون فيه. ان سكتوا كان سكوتهم ذكرا، و ان نظروا كان نظرهم عبرة، و ان نطقوا كان منطقهم الحكمة. فكلامهم: لا يمل، و حديثهم لا تمجه الآذان، و تستأنس به النفوس، و هو الي القلب أسرع منه الي السمع و ان كان يمر عبر صيوانه؛ و ذلك لأن لسان حالهم أسبق من لسان مقالهم. و ان مايخرج من القلب لا شك أنه يدخل مفترشا صحراء القلب، و لا يبقي عالقا في شفير المسامع.

فكما أن كلامهم عليهم السلام، و كل كلامهم نور.. و نطقهم حكمة.. فان امامنا الجواد عليه السلام - و هو أحد أهل البيت النبوي الطاهر - له أيضا كلمات حكيمة، و مواعظ نورانية، و آداب الهية.

و قد آثرنا و نحن نقترب من خاتمة هذه الدراسة، نقل قبسات من أنوار حكمه عليه السلام و التي هي في مضامينها مناهج عمل، و برامج توعية و هداية للساكين طريق الحق و الصلاح.

فمما قاله عليه السلام: «لا تعاد أحدا حتي تعرف الذي بينه و بين الله تعالي، فان كان محسنا فانه لا يسلمه اليك، و ان كان مسيئا فان علمك به يكفيكه، فلا تعاده».

و قال عليه السلام أيضا: «الثقة بالله تعالي ثمن لكل غال، و سلم الي كل عال».

و قال عليه السلام: «من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة».

و قال عليه السلام: «كيف يضيع من الله كافله؟! و كيف ينجو من الله طالبه؟! و من انقطع الي غير الله وكله الله - تعالي - اليه، و من عمل علي غير علم أفسد أكثر



[ صفحه 118]



مما يصلح» [1] .

و قال عليه السلام: «استصلاح الأخيار باكرامهم، و الأشرار بتأديبهم، و المودة قرابة مستفادة».

و قال عليه السلام: «القصد الي الله تعالي بالقلوب أبلغ من اتعاب الجوارح بالأعمال».

و قال عليه السلام: «من أصغي الي ناطق فقد عبده، فان كان الناطق يؤدي عن الله عزوجل فقد عبد الله، و ان كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان» [2] .

و قال عليه السلام: لو كانت السموات و الأرض رتقا علي عبد ثم اتقي الله تعالي لجعل منها مخرجا».

و قال عليه السلام: «لا تكن وليا لله في العلانية، و عدوا له في السر».

و قال عليه السلام: «من استغني بالله افتقر الناس اليه، و من اتقي الله أحبه الناس و ان كرهوا».

و قال عليه السلام: «لن يستكمل العبد حقيقة الايمان حتي يؤثر دينه علي شهوته، و لن يهلك حتي يؤثر هواه و شهوته علي دينه».

و قال عليه السلام: «عز المؤمن غناه عن الناس».

و قال عليه السلام: «من أطاع هواه أعطي عدوه مناه».



[ صفحه 119]



و قال عليه السلام: «من هجر المداراة قارنه المكروه، و من لم يعرف الموارد، أعيته المصادر» [3] .

و قال عليه السلام: «راكب الشهوات لا تستقال له عثرة».

و قال عليه السلام: «ما عظمت نعمة الله علي عبد الا عظمت عليه مؤونة الناس، فمن لم يحتمل تلك المؤونة فقد عرض النعمة للزوال».

و قال عليه السلام: «من كثر همه سقم جسده».

و قال عليه السلام: «من لم يرض من أخيه بحسن النية، لم يرض بالعطية».

و قال عليه السلام: «أهل المعروف الي اصطناعه أحوج من أهل الحاجة اليه؛ لأن لهم أجره و فخره و ذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف فانما يبدأ فيه بنفسه، فلا يطلبن شكر ما صنع الي نفسه من غيره».

و قال عليه السلام: «من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل».

و قال عليه السلام: «من استحسن قبيحا كان شريكا فيه».

و قال عليه السلام: «موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، و حياته بالبر أكثر من حياته بالعمر».

و قال عليه السلام: «ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله تعالي: كثرة الاستغفار؛ و لين الجانب؛ و كثرة الصدقة. و ثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، و المشورة؛ و التوكل علي الله عند العزم».

و قال عليه السلام: «المؤمن يحتاج الي ثلاث خصال: توفيق من الله، و واعظ من



[ صفحه 120]



نفسه، و قبول ممن ينصحه».

و قال عليه السلام: «التوبة علي أربع دعائم: ندم بالقلب، و استغفار باللسان؛ و عمل بالجوارح، وعزم أن لا يعود».

و قال عليه السلام: «أربع من كن فيه استكمل الايمان: من أعطي لله؛ و منع في الله؛ و أحب لله؛ و أبغض فيه».

و قال عليه السلام: «الجمال في اللسان، و الكمال في العقل».

و قال عليه السلام: «العفاف زينة الفقر، و الشكر زينة الغني، و الصبر زينة البلاء، و التواضع زينة الحسب، و الفصاحة زينة الكلام، و العدل زينة الايمان، و السكينة زينة العبادة، و الحفظ زينة الرواية، و خفض الجناح زينة العلم، و حسن الأدب زينة العقل، و بسط الوجه زينة الحلم، و الايثار زينة الزهد، و بذل المجهود زينة النفس، و كثرة البكاء زينة الخوف، و التقلل زينة القناعة، و ترك المن زينة المعروف، و الخشوع زينة الصلاة، و ترك ما لا يعني زينة الورع».

و قال عليه السلام: «يوم العدل علي الظالم أشد من يوم الجور علي المظلوم».

و قال عليه السلام: «اظهار الشي ء قبل أن يستحكم مفسدة له».

و قال عليه السلام: و قد سئل عن الحزم: «هو أن تنظر فرصتك و تعاجل ما أمكنك» [4] .

و قال لبعض الثقات عنده، و قد أكثر من تقريظه: «أقلل من ذلك، فان



[ صفحه 121]



كثرة الملق تهجم علي الظنة، و اذا حللت من أخيك في الثقة فاعدل عن الملق الي حسن النية» [5] .

و قال عليه السلام: «الحسد ماحق للحسنات، و الزهو جالب للمقت، و العجب صادن عن طلب العلم داع الي التخمط في الجهل، و البخل أذم الأخلاق، و الطمع سجية سيئة» [6] .

و نقل ابن حمدون - أيضا - في تذكرته عن ربيع الأبرار، قوله عليه السلام: «اياك و الحسد فانه يبين فيك و لا يبين في عدوك» [7] .

و قال عليه السلام: «عليكم بطلب العلم، فان طلبه فريضة، و البحث عنه نافلة، و هو صلة بين الاخوان، و دليل علي المروءة، و تحفة في المجالس، و صاحب في السفر، و أنس في الغربة» [8] .



[ صفحه 123]




پاورقي

[1] التذكرة الحمدونية / ابن حمدون 1: 113 / رقم 228.

[2] الفروع من الكافي 6: 434 / 24.

[3] التذكرة الحمدونية 1: 383 / رقم 1008.

[4] التذكرة الحمدونية 1: 383 / رقم 1005.

[5] المصدر السابق 4: 363 / رقم 927.

[6] المصدر السابق 2: 182 / رقم 425.

[7] المصدر السابق 2: 183 / رقم 427.

[8] راجع في مصادر هذه الأقوال: تحف العقول: 340 - 339. و كشف الغمة 3: 142 - 137. و الفصول المهمة: 269 و قد أخذها عن كتاب «معالم العترة النبوية» لعبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي. و بحارالأنوار 78: 365 - 358.