بازگشت

ثورة محمد بن القاسم العلوي


من أهم الثورات العلوية الشيعية التي حدثت في زمن امامة الامام



[ صفحه 69]



الجواد عليه السلام، هي ثورة محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه السلام الملقب بالصوفي؛ للبسه ثياب الصوف و المكني بأبي جعفر. كان من أهل العلم و الفقه و الدين و الزهد.

و قد فصل خروجه و منازلاته ثم القبض عليه أبوالفرج الأصفهاني في مقاتل الطالبيين قائلا: و كان خروجه في منطقة الطالقان التي تبعد عن مرو أربعين فرسخا و دعوته كانت للرضا من آل محمد كما هي حال كل الثورات العلوية، و قد تبعه عدد من وجوه الزيدية كيحيي بن الحسن بن الفرات الحريري، و عباد بن يعقوب الرواجني، و كانوا يدعون الناس اليه فتبعهم في مدة يسيرة خلق كثير. و تمت سيطرته علي الطالقان مدة أربعة أشهر.

فلما بلغ خبره عبدالله بن طاهر وجه اليه الجيوش، فكانت له بين قواد عبدالله بن طاهر وقعات بناحية الطالقان و جبالها، انهزم أخيرا محمد و أصحابه و تفرقوا في النواحي و الآكام، و لجأ محمد بن القاسم الي (نسا) فوشي به هناك فألقي عليه القبض، و قيد بالحديد و أرسل الي عبدالله بن طاهر، فأرسله عبدالله الي المعتصم في (سر من رأي) فأدخل عليه في مجلس شرابه و لهوه يوم 15 ربيع الثاني سنة (219 ه)، و كان يوم نوروز، فأوقفه المعتصم حتي فرغ الغلمان من اللعب و الراقصات الفرغانيات من الرقص، و كانت أكؤس الشراب تدار في المجلس أمام ناظري محمد بن القاسم، فلما رأي هذا الوضع بكي ثم قال: اللهم انك تعلم أني لم أزل حريصا علي تغيير هذا و انكاره.

ثم أمر به المعتصم فحبس في سرداب ضيق كاد أن يموت فيه، فأمر باخراجه منه و ايداعه في سجن في بستان. فلما كان ليلة عيد الفطر احتال محمد بطريقة فهرب بها من السجن و غاب عن الأنظار و لم يعرف له خبر



[ صفحه 70]



بعد ذلك، و قيل: انه رجع الي الطالقان فمات بها. و قيل: بل انه اختفي ببغداد مدة ثم انحدر الي واسط فمكث بها حتي مات، و هو الذي مال اليه أبوالفرج الأصفهاني و صححه. و قيل: انه تواري أيام المعتصم و الواثق، و أخذ في أيام المتوكل فحبسه حتي مات في محبسه، و يقال: انه دس اليه سما فمات منه [1] .

قال المسعودي: و قد انقاد الي امامته خلق كثير من الزيدية الي هذا الوقت، و هو سنة (332 ه)، و منهم خلق كثير يزعمون أن محمدا لم يمت، و أنه حي يرزق، و أنه يخرج فيملؤها عدلا كما ملئت جورا، و أنه مهدي هذه الامة، و أكثر هؤلاء بناحية الكوفة و جبال طبرستان و الديلم و كثير من كور خراسان [2] .

هذا ما وقفنا عليه من حوادث و أحداث خلال سني امامة أبي جعفر الجواد عليه السلام، و مع أن التاريخ لم يحدثنا عن موقف علني للامام عليه السلام من هذه الثورات و الانتفاضات الا أنها بلا شك كانت ستنال رضا الامام عليه السلام فيما لو نجحت في تحقيق أهدافها في الاطاحة بالمتسلطين علي الحكم ظلما و عدوانا.



[ صفحه 71]




پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين: 472 - 464. و تاريخ الطبري 7: 224 - 223 حوادث سنة (219 ه). عمدة الطالب / أحمد بن علي الداوودي: 306 الطبعة الحيدرية - النجف. و البحر الزخار / أحمد بن يحيي ابن المرتضي (ت / 840 ه) 1: 228 المقدمة، و فيه: أن المعتصم حبسه أياما و هرب من حبسه، فأخذه و ضرب عنقه صبرا، و صلبه بباب الشماسية، و هو ابن ثلاث و خمسين سنة، و هو أحد أئمة الزيدية و علمائهم و زهادهم.

[2] مروج الذهب 4: 61 - 60.