بازگشت

الامام و السلطة


قبل الحديث عن علاقة الامام أبي جعفر الثاني عليه السلام بالسلطة العباسية،



[ صفحه 44]



و المأمون العباسي رأس السلطة بالخصوص، ثم ما تمخض عن تلك العلاقة من ارهاصات، لابد من القاء الضوء علي بعض المقدمات التي استرعت انتباه السلطة الحاكمة، و جعلتها تولي قضية الامام الجواد عليه السلام أهمية خاصة، سيما و أن امامته عليه السلام و هو بهذه السن غير المعهودة من قبل، قد طار صيتها في الآفاق، و أخذت تجتذب اليها القلوب، و تستهوي جماهير الأمة الاسلامية، و راح حديث خلافة أبي جعفر لأبيه الرضا عليهماالسلام في منصب الامامة، و نبوغه العلمي و هو في هذا السن المبكر يسري شيئا فشيئا الي مختلف أقطار الدولة الاسلامية، بعد أن أصبح حديث عامة الناس و شغلهم في مكة و المدينة.

و مرة اخري اختلفت كلمة الشيعة بعد استشهاد الامام الرضا عليه السلام، و وقعوا في حيرة من أمر الامامة؛ لاستصغار بعضهم سن أبي جعفر عليه السلام، رغم أن الرضا عليه السلام طالما أكد لشيعته و أصحابه حال حياته بصريح العبارة، و أبوجعفر لم يتجاوز الثلاث سنوات، بأنه امامهم و مولاهم من بعده، و قد مرت الاشارة الي تلك الأحاديث في النص علي امامته عليه السلام من الفصل الأول. و لكن... و بعد استشهاد الامام الرضا عليه السلام تحيرت الشيعة و اضطرب أمرهم في كل الأمصار، ففي بغداد مثلا (اجتمع الريان بن الصلت، و صفوان ابن يحيي، و محمد بن حكيم، و عبدالرحمن بن الحجاج، و يونس بن عبدالرحمن و جماعة من وجوه الشيعة و ثقاتهم في دار عبدالرحمن بن الحجاج في (بركة زلزل) يبكون و يتوجعون من المصيبة.

فقال لهم يونس بن عبدالرحمن: دعو البكاء، من لهذا الأمر، و الي من نقصد بالمسائل الي أن يكبر هذا الصبي؟ يعني أباجعفر عليه السلام، و كان له ست



[ صفحه 45]



سنين و شهور [1] ثم قال: أنا و من مثلي!

فقام اليه الريان بن الصلت فوضع يده في حلقه، و لم يزل يلطمه و يقول له: أنت تظهر الايمان لنا و تبطن الشك و الشرك،: ان كان أمره من الله جل و علا، فلو أنه كان ابن يوم واحد لكان بمنزلة الشيخ العالم و فوقه، و ان لم يكن من عند الله فلو عمر ألف سنة فهو واحد من الناس، هذا مما ينبغي أن يفكر فيه، فأقبلت العصابة عليه (يونس بن عبدالرحمن) تعذله و توبخه.

و كان وقت الموسم، فاجتمع من فقهاء بغداد و الأمصار و علمائهم ثمانون رجلا، فخرجوا الي الحج، و قصدوا المدينة؛ ليشاهدوا أباجعفر عليه السلام فلما وافوا، أتوا دار الامام جعفر الصادق عليه السلام؛ لأنها كانت فارغة، و دخلوها و جلسوا علي بساط كبير، و خرج اليهم عبدالله بن موسي، فجلس في صدر المجلس، و قام مناد و قال: هذا ابن رسول الله، فمن أراد السؤال فليسأله.

فقام اليه رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ قال: طلقت ثلاث دون الجوزاء. ثم قام اليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتي بهيمة؟ قال: تقطع يده، و يجلد مئة جلدة، و ينفي.

فورد علي الشيعة ما حيرهم و غمهم، و اضطربت الفقهاء و قاموا و هموا بالانصراف، و قالوا في أنفسهم: لو كان أبوجعفر عليه السلام يكمل لجواب المسائل لما كان من عبدالله ما كان، و من الجواب بغير الواجب، فهم في ذلك اذ فتح باب من صدر المجلس، و دخل (موفق) و قال: هذا أبوجعفر، فقاموا اليه بأجمعهم و استقبلوه و سلموا عليه، فدخل عليه السلام و عليه قميصان،



[ صفحه 46]



و عمامة بذؤابتين احداهما من قدام و الاخري من خلف، و نعل بقبالين [2] ، فجلس و أمسك الناس كلهم، ثم قام صاحب المسألة الاولي، فقال: يابن رسول الله، ما تقول فيمن قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟

فقال له: «يا هذا اقرأ كتاب الله، قال الله تبارك و تعالي: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) [3] في الثالثة». قال: فان عمك أفتاني بكيت و كيت. فقال: «يا عم اتق الله و لا تفت و في الامة من هو أعلم منك».

فقام اليه صاحب المسألة الثانية، فقال له: يابن رسول الله، ما تقول في رجل أتي بهيمة؟ فقال: «يعزر، و يحمي ظهر البهيمة، و تخرج من البلد حتي لا يبقي علي الرجل عارها». فقال: ان عمك أفتاني بكيت و كيت. فالتفت و قال بأعلي صوته: «لا اله الا الله، يا عبدالله! انه عظيم عند الله أن تقف غدا بين يدي الله فيقول لك، لم أفتيت عبادي بما لا تعلم و في الأمة من هو أعلم منك؟».

فقال عبدالله بن موسي: رأيت أخي الرضا و قد أجاب في هذه المسألة بهذا الجواب.

فقال أبوجعفر عليه السلام: «انما سئل الرضا عن نباش نبش قبر امرأة ففجر بها، و أخذ ثيابها، فأمر بقطعه للسرقة، و جلده للزنا، و نفيه للمثلة». ففرح القوم، و دعوا له و أثنوا عليه) [4] .



[ صفحه 47]



نعم، فرح القوم لما عرفوا من أن الامامة حقا متعينة في هذا الفتي المستوعب للفقه... الحاضر الجواب... العارف باجابة أبيه، و قد تركه أبوه طفلا صغيرا في الخامسة من عمره...

و جاء في العديد من المصادر أن القوم سألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة [5] ، و وجدنا أن البعض أخذ يلتمس وجوها لتبرير عدم معقولية مثل هذا العدد الهائل من المسائل في مجلس واحد [6] و هو أمر غير معقول طبعا، اللهم الا أن يستمر انعقاد المجلس لعدة أيام أو يخفض العدد الي الثلاثين. و المرجح - و الي هذا الرأي ذهب آخرون - أن (الألف) زيادة من النساخ، فان الفيض الكاشاني رحمه الله نقل الخبر في المحجة البيضاء و ليس فيه كلمة (ألف) [7] .

من ثم - و بعد استتباب الأوضاع الأمنية داخليا - بدأ يتناهي الي سمع الدولة في بغداد، احتفاء الناس بالامام و انبهارهم بعلومه علي صغر سنه. و نظرا لأن اللعبة السياسية لم تنته بعد. فبغياب نجم الامام الرضا عليه السلام، برز نجم آخر لمع في دنيا الاسلام، أخذ يستقطب اليه الأمة شيئا فشيئا بجاذبية يندر وجودها في أكابر الشخصيات العلمية أو السياسية.

اذن فمشكلة الامامة - بالنسبة للسلطة العباسية - و استقطاب جماهير



[ صفحه 48]



الأمة لم تزل قائمة الي الآن، و فصول المسلسل (الدرامي) الذي لم ينته بانتهاء الامام الرضا عليه السلام.. يجب أن يعالج هذه المرة بأسلوب أهدأ.. و طريقة طبيعية تسقط الامام و الامامة من أعين الناس، دون استخدام العنف أو التصفية الجسدية..

فلقد سعي المأمون الداهية المتآمر، و هو أعظم خلفاء بني العباس خطرا.. و أكثرهم علما.. و أبعدهم نظرا.. و أشدهم مكرا.. و أخفاهم مكيدة.. سعي هو و حاشيته الي الالتفاف علي الامام أبي جعفر عليه السلام بالمكر و التحايل؛ لقتله و هو ما يزال حيا، و ذلك باسقاطه في أعين الناس، و كذا فعل المعتصم. ففي احدي المرات وصل بهم خبث السريرة الي أنهم أرادوا ايثاق الامام و سقيه خمرا الي حد الاسكار، ثم اخراجه الي الناس علي تلك الحالة مضمخا بخلوق الملوك. لكن كيدهم لم يتم باذن الله تعالي، اذ منعهم المأمون من ذلك قبل تنفيذ خطتهم، حيث خاف عواقب هذا الفعل الشنيع، قائلا لهم: لا تؤذوا أباجعفر.. [8] .

كما احتال المأمون علي أبي جعفر عليه السلام بكل حيلة فلم يمكنه فيه شي ء، فلما اعتل و أراد أن يزف اليه ابنته، قال محمد بن الريان: (دفع الي مئة [9] و صيفة من أجمل ما يكون، الي كل واحدة منهن جاما فيه جوهر يستقبلن أباجعفر عليه السلام اذا قعد في موضع الأختان. فلم يلتفت اليهن، و كان رجل يقال له «مخارق» صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون. فقال: يا أميرالمؤمنين ان كان في شي ء من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره، فقعد



[ صفحه 49]



بين يدي أبي جعفر عليه السلام، فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار، و جعل يضرب بعوده و يغني، فلما فعل ساعة و اذا أبوجعفر لا يلتفت اليه لا يمينا و لا شمالا، ثم رفع رأسه و قال: «اتق الله يا ذا العثنون!»، قال: فسقط المضراب من يده و العود و فلم ينتفع بيديه الي أن مات، قال: فسأله المأمون عن حاله، قال: لما صاح بي أبوجعفر، فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا) [10] .

و علي كل حال، فقد أرسل المأمون الي محمد بن عبدالملك الزيات يوصيه بحمل أبي جعفر من المدينة الي بغداد علي أحسن محمل، و أن لا يعجل بهم السير، و يريحهم في المنازل. فيكلف ابن الزيات الحسن بن علي بن يقطين؛ لمنزلته و منزلة أبيه من الأئمة عليهم السلام و الخلفاء و الأمراء معا. بأن يرافق أباجعفر و أهله و عياله في سفرهم.

و يظعن الرحل مودعا المدينة المنورة، متجها صوب بغداد. و ينسي الخليفة أو يتناسي قدوم الوفد المدني، فلقد ألهته ليالي الانس... و أيام الصيد، السؤال عن القادمين من المدينة أو أنه فعلا تناسي أمرهم، و هي عادة الملوك في استصغار من سواهم، و أراد أن يلتقي بأبي جعفر بشكل غير علني، اما حياء من البيت الهاشمي لما أحله بأبيهم الرضا عليه السلام قبل عهد قريب، و اما أنفة و استعلاء منه - و هو أميرالمؤمنين المسيطر علي الآفاق شرقا و غربا - أن يلتقي بحدث صغير لم يبلغ الحلم. فلم يكن المأمون قد وقف بعد علي علم الامام الجواد عليه السلام و نبوغه المذهل. أو انه لم يكن هذا و لا ذاك، انما أراد أن يستريح القادمون لبضعة أيام من و عثاء السفر، ثم يستدعي اليه التقي عليه السلام ليتعرف أخباره.



[ صفحه 50]



و ذكرت الأخبار أن المأمون خرج يوما في نزهة للصيد، فاجتاز بطرق البلد. و لعله كان قاصدا لاختيار هذا الطريق، فقد علم قبل ذلك أين نزل الوافدون... و علم أيضا من هم؟!

و هكذا كان... فقد تم (اللقاء الأول) في الطريق علي ما ينقله المؤرخون، و يمكن أن يكون الامام الجواد عليه السلام هو الذي سعي لأن يلتقيه المأمون في هذا المكان. فلسان الرواية يقول: اجتاز - المأمون - بطرف البلد، و ثم صبيان يلعبون، و محمد الجواد عليه السلام واقف عندهم... فالامام عليه السلام ليس من شأنه الوقوف علي قارعة الطريق أو التفرج علي ملاعب الصبيان لقضاء الوقت، و لا عرف عن الأئمة أنهم كانوا يلعبون و يلهون في الطرقات مع أقرانهم في أيام طفولتهم، فهم أجل و أسمي من أن يصرفوا أوقاتهم في اللعب أو اللهو؛ لأن الامام عليه السلام متعين عليه هداية الأمة و بنائها فكريا و اجتماعيا، و قيادتها نحو ارساء قواعد الشريعة بما يحقق حكومة الله في الأرض.

فالامام عليه السلام لا يلهو و لا يلعب [11] قط منذ طفولته، فقد روي عن علي بن حسان الواسطي أنه كان ممن خرج مع الجماعة [12] ، و هم ثمانون عالما



[ صفحه 51]



اجتمعوا في موسم عام (203 ه) من مختلف الأقطار، و التقوا في المدينة المنورة لمعرفة من هو المتعين للامامة بعد شهادة الامام الرضا عليه السلام.

قال علي بن حسان: حملت معي اليه عليه السلام من الآلة التي للصبيان، بعضها من فضة، و قلت: أتحف مولاي أباجعفر بها. فلما تفرق الناس عنه بعد جواب الجميع قام فمضي الي صريا و اتبعته، فلقيت موفقا، قلت: استأذن لي علي أبي جعفر، فدخلت فسلمت، فرد علي السلام و في وجهه كراهة، و لم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه و فرغت ما كان في كمي بين يديه، فنظر الي نظر مغضب، ثم رمي يمينا و شمالا، ثم قال: «ما لهذا خلقني الله، ما أنا و اللعب؟!» فاستعفيته، فعفا عني، فأخذتها و خرجت [13] .

اذن، يبدو أن الامام أباجعفر عليه السلام استغل فرصة خروج المأمون و مروره بالقرب من منازلهم، فوقف بازاء صبيان يلعبون في الطريق؛ ليتم هنالك اللقاء... و خبر هذا اللقاء ينقله لنا ابن شهر آشوب، و ابن الصباغ المالكي، و المحدث الشيخ عباس القمي، و غيرهم. و نحن ننقل نص رواية ابن شهر آشوب حيث قال: اجتاز المأمون بابن الرضا عليه السلام و هو بين صبيان يلعبون، فهربوا سواه، فقال: علي به، فقال له: مالك ما هربت في جملة الصبيان؟ قال عليه السلام: «مالي ذنب فأفر، و لا الطريق ضيق فأوسعه عليك، تمر من حيث شئت، فقال: من تكون؟

قال: أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم السلام.

فقال: ما تعرف من العلوم؟ قال: سلني عن أخبار السموات». فودعه



[ صفحه 52]



و مضي، و علي يده باز أشهب يطلب به الصيد. فلما بعد عنه نهض عن يده الباز فنظر يمينه و شماله لم ير صيدا، و الباز يثب عن يده، فأرسله و طار يطلب الأفق حتي غاب عن ناظرة ساعة ثم عاد اليه و قد صاد حية، فوضع الحية في بيت الطعم، و قال لأصحابه: قد دنا حتف ذلك الصبي في هذا اليوم علي يدي، ثم عاد و ابن الرضا في جملة الصبيان.

فقال: ما عندك من أخبار السموات؟

فقال: «نعم يا أميرالمؤمنين، حدثني أبي، عن آبائه، عن النبي، عن جبرئيل، عن رب العالمين، أنه قال: بين السماء و الهواء بحر عجاج يتلاطم به الأمواج، فيه حيات خضر البطون، رقط الظهور، و يصيدها الملوك بالبزاة الشهب يمتحن بها العلماء».

فقال: صدقت، و صدق آباؤك، و صدق جدك، و صدق ربك. فأركبه ثم زوجه أم الفضل [14] .

بعد ذلك اللقاء و الحوار الحاسمين أدرك المأمون عظمة هذا الصبي، و بعد شأوه... فاصطحبه معه الي قصوره حيث الرفاه و نعومة العيش و طراوة الحياة باستبرقها و جواريها و قيانها.. لكن الخليفة علم أن الصبي لا تستهويه فخامة الخدمة، و أبهة الملوك كثيرا، و لم يسترع انتباهه الجمال الفاتن لحظة.. فقرر - و في مناورة سياسية حاذقة - اصطياد ثلاثة في رمية واحدة، و رميته هي أن يزوجه من ابنته الجميلة الصغيرة (زينب) المكناة بأم الفضل،



[ صفحه 53]



و لا فضل لها. خاصة و هي مسماة له منذ سنوات خمس. أما صيده الذي توخي اصابته، فقد حسب:

أولا: أنه سيصرف الامام الصبي اليافع الي ملاذ الحياة، و تنتشي نفسه بقرب النساء، و سوف يشغفن قلبه شيئا فشيئا فيصبو اليهن.

و ثانيا: أراد أن يجعل من ابنته و خدمها رقيبا دائميا علي كل حركة للامام، و علي من يتصل به من الشيعة، ثم انه أسكنه بالقرب منه كي يحد من اتصال الناس به؛ لأن القصور الملكية لا يتيسر لكل أحد أن يدخلها، و لا دخولها بالأمر اليسير.

و الهدف الأخير الذي حاول اصابته هو أن يجعل من نفسه قريبا من البيت العلوي، فهو عم ولدهم الامام الجواد عليه السلام اليوم، و الأب الأكبر (جد) لصبيهم غدا الذي هو ابن رسول الله، و هذا مكسب سياسي و اجتماعي مهم جدا. و فيما لو أصابت رمياته الثلاث هذه فسوف يكم أفواه الطالبيين، و يقطع أي قيام أو تحرك لهم، و هو العالم المتيقن بأنهم أحق بالخلافة من أي انسان علي هذه الأرض.

و بناء علي تحقيق هذه الأغراض و غيرها مما كان يدور في رأس المأمون، خطي خطوته الأولي و قرر من جانب واحد أن يتم الزواج و الاقتران مهما يكن من أمر، و رغم كل المعترضين، و لا موافق لهذا الزواج سواه.

ثم يأتي دور المعتصم الذي لم يكن أرأف بلامام خاصة، و العلويين عامة من أخيه المأمون، فقد احتال هو الآخر علي الامام الجواد عليه السلام للوقيعة به، و ايجاد مبرر لسجنه ثم قتله، بأن اتهمه بجمع السلاح، و أنه يريد الثورة



[ صفحه 54]



عليه، و أشهد بذلك عليه شاهدين حلفا زورا و كذبا أنهما رأيا السلاح يجمع. لكن الامام عليه السلام تخلص من هذا الموقف بأن أراهم معجزة أرهبهم بها، فخاف المعتصم سوء العاقبة فتركه لسبيله دون أن يتعرض له مضمرا عليه حقدا دفينا [15] .


پاورقي

[1] بناء علي هذه الرواية نستظهر أن شهادة الامام الرضا عليه السلام كانت سنة (202 ه).

[2] القبال: سير من الجلد طويل يربط علي الرجل لشد النعال.

[3] سورة البقرة: 2 / 229.

[4] النص أخذناه عن عيون المعجزات: 123 - 122. و عنه بحارالأنوار 50: 99 / 12. و الزيادات فيه أوردناها عن رواية الطبري في دلائل الامامة: 390 - 388. و راجع: اختصاص الشيخ المفيد: 102 طبع قم. و مناقب آل أبي طالب 4: 383 - 382.

[5] اصول الكافي 1: 496 / 7.

[6] راجع: بحارالأنوار 50: 93.

[7] راجع: المحجة البيضاء 4: 306؛ لكنه في كتاب الوافي 3: 830 / 1440 أورد الخبر نفسه عن أصول الكافي و فيه ثلاثون ألف مسألة و لم يعلق عليه.

[8] راجع: اختيار معرفة الرجال: 560 / 1058 ترجمة محمد بن أحمد بن حماد المحمودي.

[9] في الكافي: مئتي. و ما أثبتناه عن ابن شهر آشوب و العلامة المجلسي.

[10] أصول الكافي 1: 494 / 4. و عنه مناقب آل أبي طالب 4: 396.

[11] وردت أحاديث كثيرة في هذا الشأن منها، ما رواه الكليني بسنده عن الامام الباقر عليه السلام في معرض بيانه علائم الامام المعصوم فقال: «طهارة الولادة، و حسن المنشأ، و لا يلهو و لا يلعب». و روي صفوان الجمال عن الامام الصادق عليه السلام في صفات الامام، فقال عليه السلام: «صاحب هذا الأمر لا يلهو و لا يلعب».

و ما تعرض له أميرالمؤمنين علي عليه السلام من خصائص و علامات الامام المعصوم، فقال: «و الامام المستحق للامامة له علامات فمنها: أن يعلم أنه معصوم من الذنوب كلها صغيرها و كبيرها، لا يزل في الفتيا، و لا يخطي ء في الجواب، و لا يسهو، و لا ينسي، و لا يلهو بشي ء من أمر الدنيا». راجع: مناقب آل أبي طالب 4: 317. و بحارالأنوار 25: 164.

[12] اثبات الوصية: 188. و دلائل الامامة: 402 / 360.

[13] المصدر السابق نفسه.

[14] مناقب آل أبي طالب 4: 389 - 388. أما رواية ابن الصباغ في الفصول المهمة: 252، و الشيخ المحدث القمي في منتهي الآمال 528 - 527: 2 عن مستدرك العوالم 23: 522. و بحارالأنوار 50: 56 فهي تختلف عن هذه في بعض أحداثها، فراجع.

[15] راجع: بحارالأنوار 50: 45 / 18.