بازگشت

اهدافها


وعنت الامامة بتحقيق الأهداف الأصلية التي ينعم في ظلالها الانسان و كان من بين تلك الأهداف:

أ - اقامة العدل في جميع أنحاء البلاد من دون فرق بين أن يكون العدل اجتماعيا أو سياسيا، فلا تواجه الامة في ظل الامامة الرشيدة أي غبن اجتماعي أو فردي، و لا يوجد أي امتياز لقوم علي آخرين فالجميع سواء أمام العدل و الحق، و باقامة هذا العدل الخالص يكون الانسان خليفة لله في أرضه و لا تجد الامة أي التواء في



[ صفحه 64]



مسيرتها.

ب - الثورة علي الظلم و الطغيان، و مناجزة البطش، و منع سيطرة القوي علي الضعيف، و قد تبنت الشيعة بصورة ايجابية هذه الجهة، فقد ثارت بثورات متلاحقة ضد الظلم و البغي، و حاربت القوي الغادرة، و قد رفعت رؤوس اعلامهم و أئمتهم علي الرماح و هي تنير طريق الحرية و الكرامة فقد قتل معاوية جماعة منهم عمرو بن الحمق الخزاعي داعي الحق و علم الحرية و النضال، و بعد قتله رفع رأسه يطاف به في الأقطار و الأمصار، و هو ينير للناس طريق الكفاح، و قتل يزيد بن معاوية العترة الطاهرة من أبناء الرسول و رفع رؤوسهم علي الرماح و قد خلدت تلك الثورات للاسلام مجدا علي امتداد التأريخ فقد عرفت العالم أن الاسلام دين الكفاح و الثورة علي الظلم و البغي و الاستبداد.

ان الثورات المدوية التي قامت في الاسلام لم تكن الا بوحي من الامامة التي استوعبت أفكارها المشرقة قلوب اولئك الثوار الذين ألغموا قصور الظالمين بعبوات ناسفة أتت علي معالم زهوهم و جبروتهم.

ج - صيانة اقتصاد الامة، و عدم التصرف في الخزينة المركزية الا في الصالح العام، و العمل علي تنمية القدرات الاقتصادية في البلاد، و زيادة الدخل الفردي، و تطوير الاقتصاد العام بما يضمن رفع البؤس الذي هو رديف الكفر و الالحاد و ليس للحاكم و غيره من المسؤولين في جهاز الحكم التلاعب في مقدرات الدولة أو اصطفاء شي ء منها لنفوسهم و ذويهم.. و قد كان السبب الرئيسي في الثورة التي أطاحت بحكومة عثمان عميد الاسرة الاموية هو تلاعب بني امية بأموال الدولة و اصطفائها لهم و لمن سار في جهازهم.

د - اشاعة الايمان بالله الذي تبتني عليه قوي الخير و السلام في الأرض فان



[ صفحه 65]



الايمان بالله اذا استقر في اعماق النفس و دخائل الذات يستحيل أن يقترف الشخص ظلما أو جورا أو اعتداءا علي الغير و انما يكون مصدر رحمة و خير الي الناس.

ه - العمل علي تزكية النفوس، و طهارة القلوب و غرس النزعات الكريمة و الصفات الفاضلة فيها ليكون فعل الخير و الابتعاد عن الشر عنصرا من عناصرها و مقوما من مقوماتها، و بذلك يتحقق للبشرية أهم ما تصبو اليه.

و - نشر الأمن العام، و القضاء علي جميع ألوان الاضطرابات، فيعيش الفرد آمنا مطمئنا لا يلاحقه رعب، و لا يطارده خوف، فتعيش الشاة الي جانب الذئب لا تخشي منه، و لا تحذره.

هذه بعض الأهداف الرفيعة التي تنشدها الامامة التي تقول بها الشيعة الامامية، و هي أسمي قاعدة للتطور البشري في جميع مراحل التأريخ.