في مقره الأخير
وجيي ء بالجثمان تحت هالة من التهليل و التكبير، فواراه المأمون في مقره الأخير بجوار هارون الرشيد، و قد واري أنصع صفحة من صفحات الرسالة الاسلامية التي أمدت الناس بعناصر الوعي و الفكر.. لقد دفن الامام في تلك البقعة الطاهرة، و أصبح مرقده الشريف في خراسان منارا للكرامة الانسانية و هو أعز حرم و أمنعه في الاسلام، فما يعرف الناس ضريحا لولي من أولياء الله له مثل تلك الحشمة و العزة
[ صفحه 55]
و الكرامة، و قد استشف النبي صلي الله عليه و اله و سلم من وراء الغيب أن بعض أوصيائه سيدفن في خراسان فأعلن ذلك، و ذكر ما يحظي به زائره من الكرامة و المثوبة عند الله، و قال صلي الله عليه و اله و سلم: «ستدفن بضعة مني بخراسان، ما زارها مكروب الا نفس الله كربته، و لا مذنب الا غفر الله ذنبه..» [1] و قد نظم بعض الشعراء هذا الحديث الشريف ببيتين من الشعر و قد رسما علي جدران المشهد الشريف و هما:
من سره أن يري قبرا برؤيته
يفرج الله عمن زاره كربه
فليأت ذا القبر ان الله أسكنه
سلالة من رسول الله منتجبه [2] .
و أثرت عن الامام الجواد زيارة خاصة لأبيه هذا نصها:
«السلام عليك من امام عصيب، و امام نجيب، و بعيد قريب، و مسموم غريب...» [3] .
پاورقي
[1] الحدائق الوردية 2: 219.
[2] في أنوار اليقين من مخطوطات مكتبة كاشف الغطاء جاء هذا البيت:
فليأت طوسا فان الله أسكنها
سلالة من رسول الله منتجبه.
[3] حياة الامام الرضا (ع): 432.