بازگشت

الي جنة المأوي


و أثر السم في الامام تأثيرا شديدا، فقد تفاعل مع جميع أجزاء بدنه و أخذ يعاني منه آلاما مرهقة، فقد تقطعت أمعاؤه من شدة الألم، و قد عهدت الحكومة العباسية الي



[ صفحه 263]



أحمد بن عيسي أن يأتيه في السحر ليتعرف خبر علته [1] و قد أخبر الامام عليه السلام بوفاته من كان عنده في الليلة التي توفي فيها فقال لهم: نحن معشر اذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا اليه [2] و أخذت الآلام من الامام مأخذا عظيما.

فقد كان في ريعان الشباب و غضارة العمر و لما أحس بدنو الأجل المحتوم منه أخذ يقرأ سورا من القرآن الكريم، و قد لفظ أنفاسه الأخيرة و لسانه يلهج بذكر الله تعالي و توحيده، و قد انطفت بموته شعلة مشرقة من الامامة و القيادة الواعية المفكرة في الاسلام.

لقد استشهد الامام عليه السلام علي يد طاغية زمانه المعتصم العباسي و قد انطوت بموته صفحة من صفحات الرسالة الاسلامية التي أضاءت الفكر و رفعت منار العلم و الفضيلة في الأرض.


پاورقي

[1] الارشاد: 369.

[2] بحارالأنوار 12: 99.