بازگشت

ولاؤه للأتراك


كان المعتصم يكن في أعماق نفسه خالص الولاء و الحب للأتراك، فقد أخذ يستعين بهم في بناء دولته، و يعود السبب في ذلك الي أن امه (ماردة) كانت تركية فكان يحكي الأتراك في طباعهم و نزعاتهم، و قد بعث في طلبهم من فرغانة، و اشروسنة و استكثر منهم [1] و قد بلغ عددهم في عهده سبعين ألفا، و قد حرص المعتصم علي أن تبقي دماؤهم متميزة فجلب لهم نساءا من جنسهم فزوجهم بهن، و منعهم من الزواج بغيرهن [2] و قد ألبسهم أنواع الديباج، و المناطق الذهبية [3] و قد



[ صفحه 257]



أسند لهم قيادة الجيش، و جعل لهم مراكز في مجال السياسة و الحرب و حرم العرب مما كان لهم من قيادة الجيوش، و قد آثرهم علي الفرس و العرب في كل شي ء.

و قد أساء الأتراك الي المواطنين فكانوا يسيرون في شوارع بغداد راكبين خيولهم دون أن يعبؤا بالمارة فكانوا يسحقون الشيخ و المرأة و الطفل و قد ضجت بغداد من اعتدائهم و عدم مبالاتهم [4] .

و قد وصف دعبل الخزاعي مدي تسلط الأتراك علي المعتصم و بنوع خاص وصيف واشناس التركيين يقول:



لقد ضاع أمر الناس اذ ساس ملكهم

وصيف واشناس و قد عظم الكرب



و ذكر دعبل أن المعتصم عهد بوزارته الي الفضل بن مروان و كان نصرانيا في الأصل قال:



و فضل بن مروان سيثلم ثلمة

يظل لها الاسلام ليس لها شعب




پاورقي

[1] مروج الذهب 4: 9.

[2] ظهر الاسلام 1: 5 - 4.

[3] تاريخ الخلفاء: 223.

[4] تاريخ الحضارة الاسلامية في الشرق: 24.