بازگشت

الحياة الاقتصادية


و جهد الاسلام علي تطوير الحياة الاقتصادية و ازدهارها، و اعتبر الفقر كارثة مدمرة يجب القضاء عليه بكافة الطرق و الوسائل، و ألزم ولاة الامور و المسؤولين أن يعملوا جاهدين علي تنمية الاقتصاد العام، و زيادة دخل الفرد،و بسط الرخاء و الرفاهية بين الناس ليسلم المسلمون من الشذوذ و الانحراف الذي هو - علي الأكثر - وليد الفقر و الحرمان، و كان من بين ما عني به أنه حرم علي ولاة الامور انفاق أموال الدولة في غير صالح المسلمين، و منعهم أن يصطفوا منها لأنفسهم و أقربائهم، و من يمت اليهم، ولكن ملوك بني العباس قد جافوا ما أمر به الاسلام في هذا المجال فاتخذوا مال الله دولا و عباد الله خولا، و أنفقوا أموال المسلمين علي شهواتهم و ملاذهم من دون أن يتحرجوا في ذلك، و قد أدت هذه السياسية الملتوية الي أزمات حادة في الاقتصاد العام، فقد انقسم المجتمع الي طبقتين: الاولي الطبقة الراقية في الثراء التي لا عمل لها الا التبطل و اللهو، و الاخري الطبقة الكادحة التي تزرع الأرض، و تعمل في الصناعة، و تشقي في سبيل اولئك السادة من أجل الحصول علي فتات موائدهم، و ترتب علي فقدان التوازن في الحياة الاقتصادية انعدام الاستقرار في الحياة السياسية و الاجتماعية علي السواء [1] و نحدث - بايجاز - عن شؤون الحياة الاقتصادية في ذلك العصر:


پاورقي

[1] الادارة الاسلامية في عز العرب: 82.