بازگشت

مبايعة العباسيين للعلويين


و لم يشك أحد من المسلمين أن أهل البيت أولي بالخلافة و أحق بها من العباسيين، كما أن العباسيين كانوا لا يرون أنهم أهل للخلافة مع وجود العلويين و قد



[ صفحه 200]



بايعوا بالاجماع الزعيم العلوي الكبير محمد ذا النفس الزكية، فقد اجتمعوا بالأبواء مع العلويين، فانبري صالح بن علي فقال لهم:

«انكم القوم الذين تمتد اليهم أعين الناس فقد جمعكم الله في هذا الموضع فاجتمعوا علي بيعة أحدكم، و تفرقوا في الآفاق، فادعوا الله لعله أن يفتح عليكم و ينصركم..».

و بادر المنصور الدوانيقي فدعاهم الي بيعة محمد الذي تؤيده جميع القوي الاسلامية في ذلك العصر، فقال:

«لأي شي ء تخدعون أنفسكم، والله لقد علمتم ما الناس أصور - أي أميل - أعناقا، و لا أسرع اجابة منهم الي هذا الفتي - و أشار الي محمد بن عبدالله -..».

و صدقوا جميعا مقالته قائلين بلسان واحد:

«والله صدقت انا نعلم هذا..».

و بادر العلويون و العباسيون الي بيعة محمد، و كان ممن بايعه السفاح و المنصور [1] و كان أشدهم اندفاعا في خدمته و التملق اليه المنصور الدوانيقي فكان يأخذ بركابه، و يسوي عليه ثيابه، و يقول: انه مهدينا أهل البيت [2] .

و كانت بيعة المنصور لمحمد موضع وفاق، فقد جيي ء بعثمان بن محمد الزبيري أسيرا الي المنصور بعد فشل ثورة محمد، فصاح بن المنصور.

«يا عثمان أنت الخارج علي مع محمد..».

فأجابه عثمان بمنطق الأحرار، و هو ساخر من الحياة، و هازي ء بالموت قائلا:

«بايعته أنا و أنت بمكة فوفيت ببيعتي، و غدرت ببيعتك..».

و كانت هذه الكلمات كالصاعقة علي رأس الطاغية فشتمه الا أن عثمان لم يعن



[ صفحه 201]



به و أجابه بالمثل، فأمر السفاك بقتله، فقتل [3] و يذكر أبوفراس الحمداني في شافيته نكث العباسيين لبيعتهم للعلويين بقوله:



بئس الجزاء جزيتم في بني حسن

أباهم العلم الهادي و امهم



لابيعة ردعتكم عن دمائهم

و لا يمين و لا قربي و لا ذمم



لقد بايع العباسيون بالاجماع العلوي الثائر محمد ذا النفس الزكية الا أنهم نكثوا بيعتهم، و خاسوا بعدهم فقتلوه و قتلوا كل من كان متصلا به من العلويين و غيرهم.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين.

[2] مقاتل الطالبيين.

[3] تاريخ ابن الأثير.