بازگشت

ثورة أبي السرايا


من أعظم الثورات الشعبية التي حدثت في عصر الامام أبي جعفر عليه السلام هي ثورة أبي السرايا التي استهدفت القضايا المصيرية لجميع الشعوب الاسلامية، فقد رفعت شعار الدعوة الي (الرضا من آل محمد صلي الله عليه و اله و سلم) الذين هم الأمل الباسم للمضطهدين و المحرومين، و كادت أن تعصف هذه الثورة بالدولة العباسية، فقد استجاب لها معظم الأقطار الاسلامية، فقد كان قائدها الملهم أبوالسرايا ممن هذبته الأيام، و حنكته التجارب، و قام علي تكوينه عقل كبير، فقد استطاع بمهارته أن يجلب الكثير من أبناء الامام موسي بن جعفر عليه السلام و يجعلهم قادة في جيشه، مما أوجب اندفاع الجماهير بحماس بالغ الي تأييد ثورته و الانضمام اليها الا أن المأمون قد استطاع بمهارة سياسية فائقة أن يقضي علي هذه الحركة، و يقبرها في مهدها، فقد جلب الامام الرضا عليه السلام الي خراسان، و أرغمه علي قبول ولاية العهد، و أظهر للمجتمع الاسلامي أنه علوي الرأي، فقد رفق بالعلويين، و أوعز الي جميع أجهزة حكومته بانتقاص معاوية و الحط من شأنه، و تفضيل الامام أميرالمؤمنين علي جميع صحابة النبي صلي الله عليه و اله و سلم فاعتقد الجمهور أنه من الشيعة و استطاع بهذا الاسلوب الماكر أن يتغلب علي الأحداث و يخمد نار الثورة كما ألمحنا الي ذلك في بعض فصول هذا الكتاب.

هذه بعض الثورات التي حدثت في عصر الامام محمد الجواد عليه السلام و هي تحكي عن عدم استقرار الوضع السياسي في ذلك العصر.