قتل الأمين
و كان الأمين في تلك المحنة الحازبة مشغولا بلهوه و طربه، و يقول المؤرخون: انه كان يصطاد سمكا مع جماعة من الخدم و كان فيهم (كوثر) الذي كان مغرما به فكانت توافيه الأنباء بهزيمة جنوده، و محاصرة قصره فلم يعن بذلك، و كان يقول: اصطاد كوثر ثلاث سمكات و ما اصطدت الا سمكتين، و هجمت عليه طلائع جيش المأمون فأجهزت عليه، و حمل رأسه الي طاهر بن الحسين فنصبه علي رمح و تلا قوله تعالي: «اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممن تشاء» [1] و قال فيه بعض الشعراء:
اذا غدا ملك باللهو مشتغلا
فاحكم علي ملكه بالويل و الخرب
أما تري الشمس في الميزان هابطة
لما غدا و هو برج اللهو و الطرب [2] .
و بهذا ينتهي بنا الحديث عن الخلاف بين الأمين و المأمون، و هو من أعظم الأحداث السياسية في ذلك العصر.
[ صفحه 198]
پاورقي
[1] عيون التواريخ: 3، ورقة 211.
[2] حياة الحيوان للدميري 1: 78.