بازگشت

تصرفات شاذة


و لما التزم العباسيون بقانون الوراثة، قاموا بتصرفات شاذة و نابية و معادية لمصلحة الامة و كان من بينها:

1 - اسناد الخلافة الي الذين لم يبلغوا سن الرشد، فقد عهد الرشيد بالخلافة الي ابنه الأمين، و كان له من العمر خمس سنين، و الي ابنه المأمون و كان عمره ثلاث عشر سنة.

و قد انحرف بذلك عما قرره الاسلام من ان منصب الخلافة انما يسند الي من



[ صفحه 191]



كان يتمتع بالحكمة و التجارب، و ممارسة الشؤون الاجتماعية و الدراية التامة بما تحتاج اليه الامة في جميع مجالاتها، و ليس من سبيل لاسنادها للأطفال و الصبيان.

2 - اسناد ولاية العهد لأكثر من واحد فان في ذلك تمزيقا لشمل الامة و تصديعا لوحدتها و قد شذ الرشيد عن ذلك فقد أسند الخلافة من بعده الي الأمين و المأمون، و قد ألقي الصراع بينهما، و عرض الامة الي الأزمات الحادة، و الفتن الخطيرة، و سنعرض لها في البحوث الآتية.