بازگشت

التفسير


و يراد به ايضاح الكتاب العزيز و بيان معناه، و قد اتجه المفسرون في تفسيره الي اتجاهين.

الأول: التفسير بالمأثور، و نعني به تفسير القرآن بما أثر عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أئمة الهدي و هذا ما سلكه أغلب مفسري الشيعة كتفسير القمي، و العسكري و البرهان، و حجتهم في ذلك ان أئمة أهل البيت عليهم السلام هم المخصوصون بعلم القرآن علي حقيقته و واقعه، و قد أدلي بذلك الامام أبوجعفر الباقر عليه السلام بقوله: «ما يستطيع أحد أن يدعي ان عنده جميع القرآن كله ظاهره و باطنه غير الأوصياء [1] و قد تظافرت الأدلة علي وجوب الرجوع اليهم في تفسير القرآن يقول الشيخ الطوسي:

«ان تفسير القرآن لا يجوز الا بالأثر الصحيح عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم و عن الأئمة الذين قولهم حجة كقول النبي صلي الله عليه و اله و سلم..» [2] .

الثاني: - التفسير بالرأي، و يراد به الأخذ بالاعتبارات العقلية الراجعة الي الاستحسان و قد ذهب الي ذلك المفسرون من المعتزلة، و الباطنية فلم يعنوا بما أثر عن أئمة الهدي في تفسير القرآن الكريم، و انما استندوا في تفسيره الي ما يرونه من



[ صفحه 184]



الاستحسانات العقلية [3] .

و علي أي حال فان أول مدرسة للتفسير بالمأثور كانت في عهد الامام أميرالمؤمنين عليه السلام فهو أول مفسر للقرآن الكريم و عنه أخذ عبدالله بن عباس و غيره، من أعلام الصحابة، و كذلك اهتم به اهتماما بالغا الأئمة الطاهرون، فتناولت الكثير من محاضراتهم تفسير القرآن، و أسباب نزول آياته و فضل قراءته.


پاورقي

[1] التبيان 1: 4.

[2] حياة الامام محمد الباقر 1: 181.

[3] حياة الامام محمد الباقر 1: 181.