بازگشت

بغداد


أما بغداد فقد ازدهرت بالحركات العلمية و الثقافية، و قد انتشرت فيها المدارس و المعاهد و لم يعد هناك شي ء أيسر و لا أبذل من العلم، و لم تختص بغداد في علم خاص كما كانت بقية المراكز الاسلامية، و انما شملت جميع أنواع العلوم من العقلية و النقلية، و كذا سائر الفنون، و قد أصبحت أعظم حاضرة علمية في ذلك العصر، و قد توافد عليها طلاب العلوم و المعرفة من جميع أقطار الدنيا يقول لغوستان لوبون: كان العلماء و رجال الفن و الادباء من جميع الملل و النحل من يونان و فرس و أقباط و كلدان يتقاطرون الي بغداد، و يجعلون منها مركزا للثقافة في الدنيا، قال أبوالفرج: عن المأمون انه كان يخلو بالحكماء، و يأنس بمناظرتهم، و يلتذ بمذاكرتهم علما منه بأن أهل العلم هم صفوة الله من خلقه و نخبته من عباده [1] هذه بعض المراكز الثقافية في ذلك العصر.


پاورقي

[1] حضارة العرب: 218.