بازگشت

الحياة الثقافية


أما الحياة الثقافية في ذلك العصر فتعتبر من أبرز معالم الحياة في العصور الاسلامية علي الاطلاق، فقد ازدهرت الحركات الثقافية، و انتشر العلم انتشارا واسعا، و تأسست المعاهد الدراسية، و انتشرت المكاتب العامة، و أقبل الناس بلهفة علي طلب العلم، يقول نيكلسون: «و كان لانبساط رقعة الدولة العباسية، و وفرة ثروتها، و رواج تجارتها أثر كبير في خلق نهضة ثقافية لم يشهدها الشرق من قبل، حتي لقد بدا أن الناس جميعا من الخليفة الي أقل أفراد العامة شأنا غدوا فجأة طلابا للعلم أو علي الأقل أنصارا للأدب، و في عهد الدولة العباسية كان الناس يجوبون ثلاث قارات سعيا



[ صفحه 180]



الي موارد العلم و العرفان ليعودوا الي بلادهم كالنحل يحملون الشهد الي جموع التلاميذ المتلهفين، ثم يصنفون بفضل ما بذلوه من جهد متصل هذه المصنفات التي هي أشبه شي ء بدوائر المعارف، و التي كان لها أكبر الفضل في ايصال هذه العلوم الحديثة الينا بصورة لم تكن متوقعة من قبل.» [1] و نلمح الي بعض المعالم الرئيسية من تلك الحياة الثقافية.


پاورقي

[1] تاريخ الاسلام 2: 322.