بازگشت

اكبار و تعظيم


و احبط الامام الجواد منذ نعومة أظفاره بهالة من التكريم و التعظيم من قبل الأخيار و المتحرجين في دينهم فقد اعتقدوا أنه من أوصياء رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم الذين فرض الله مودتهم علي جميع المسلمين، و قد ذكر الرواة أن علي بن جعفر الفقيه الكبير، و شقيق



[ صفحه 29]



الامام موسي بن جعفر، و أحد أعلام الاسرة العلوية في عصره، كان ممن يقدس الامام الجواد عليه السلام و يعترف له بالفضل و الامامة، فقد روي محمد بن الحسن بن عمارة قال: كنت عند علي بن جعفر جالسا بالمدينة، و كنت أقمت عنده سنتين أكتب ما سمع من أخيه - يعني الامام أباالحسن موسي - اذ دخل أبوجعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام مسجد رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء، فقبل يده و عظمه، و التفت اليه الامام الجواد قائلا:

«اجلس يا عم رحمك الله..».

و انحني علي بن جعفر بكل خضوع قائلا:

«يا سيدي، كيف أجلس و أنت قائم..؟».

و انصرف الامام الجواد عليه السلام و رجع علي بن جعفر الي أصحابه فأقبلوا عليه يوبخونه علي تعظيمه للامام مع حداثة سنه قائلين له:

أنت عم أبيه، و أنت تفعل به هذا الفعل..؟».

فأجابهم علي بن جعفر جواب المؤمن بربه و دينه، و العارف بمنزلة الامامة قائلا:

«اسكتوا اذا كان الله - و قبض علي لحيته - لم يؤهل هذه الشيبة - يعني الامامة - و أهل هذا الفتي، و وضعه حيث وضعه، نعوذ بالله مما تقولون. بل أنا عبد له..» [1] .

و دلل علي بن جعفر علي أن الامامة لا تخضع لمشيئة الانسان و ارادته و لا تنالها يد الجعل الانساني، و انما أمرها بيد الله تعالي فهو الذي يختار لها من يشاء من عباده من دون فرق بين أن يكون الامام صغيرا أو كبيرا.



[ صفحه 30]




پاورقي

[1] بحارالأنوار 12: 117، اصول الكافي 1: 380.