بازگشت

الحسن بن راشد


يكني أباعلي، مولي لآل المهلب، بغدادي، ثقة عده الشيخ من أصحاب الجواد عليه السلام وعده المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام و الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال و الحرام الذين لا يطعن عليهم بشي ء و لا طريق لذم واحد منهم.

كان وكيلا للامام أبي الحسن العسكري عليه السلام علي بغداد و ما والاها من القري و المدائن، و قد كتب الامام الي أهالي تلك المدن: «قد أقمت أباعلي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه، و من قبله من وكلائي و قد أوجبت في طاعته طاعتي، و في عصيانه الخروج الي عصياني» [1] .

و دلت هذه الرسالة علي سمو مكانته، و عظيم منزلته عند الامام أبي الحسن عليه السلام فقد قرن طاعته بطاعته، و عصيانه بعصيانه، و من الطبيعي أنه لم ينل هذه المنزلة الا بطاعته لله، و تحرجه في الدين، و مما يدل علي عظيم مكانته عند الامام العسكري عليه السلام ما رواه الكشي بسنده عن محمد بن عيسي اليقطيني قال: كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام الي أبي علي بن بلال في سنة 232هـ كتابا جاء فيه بعد البسملة:

«أحمد الله اليك، و أشكر طوله و عوده، و اصلي علي محمد النبي و آله صلوات الله و رحمته عليهم، ثم اني أقمت أباعلي مقام الحسين بن عبد ربه و أتمنته علي ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد، و قد أعلم أنك شيخ ناحيتك، فأحببت افرادك، و اكرامك بالكتاب بذلك، فعليك بالطاعة له، و التسليم اليه، جميع الحق قبلك، و ان تخص موالي علي ذلك، و تعرفهم من ذلك، ما يصير سببا الي عونه



[ صفحه 139]



و كفايته فذلك توفير علينا، و محبوب لدينا، و لك به جزاء من الله و أجر، فان الله يعطي من يشاء ذو الاعطاء، و الجزاء برحمته و أنت في وديعة الله..» [2] .

و دللت هذه الرسالة علي ما يتمتع به الحسن من مزيد الثقة عند الامام عليه السلام، فقد أرجع اليه امور شيعته و ألزمهم بالانقياد لأمره و تسليم حقوقهم اليه.. و قد أبنه الامام العسكري بعد وفاته بقوله: «انه عاشر سعيدا، و مات شهيدا»، و ما نال هذه المنزلة عند الامام عليه السلام الا بتقوي الله و طاعته، و زهده في الدنيا.


پاورقي

[1] الغيبة: 350.

[2] رجال الكشي 2: 800 - 779.