بازگشت

واردات الدولة


كانت واردات الدولة الإسلامية في العصر العبّاسي الذي عاش فيه الإمام أبو جعفر الجواد(عليه السلام) ضخمة للغاية، فقد أحصي ابن خلدون الخراج في عهد المأمون فكان مجموعه ما يزيد علي (400) مليون درهم [1] ، وقد بلغ من كثرة المال ووفرته أنّه كان لا يُعدّ، وإنّما كان يوزن، فكانوا يقولون: إنّه بلغ ستة أو سبعة آلاف قنطار من الذهب [2] ، وقد حسب عامل المعتصم علي الروم خراجها فكان اقلّ من ثلاثة آلاف ألف، فكتب إليه المعتصم يعاتبه، وممّا جاء في عتابه: «إنّ أخسّ ناحية عليها أخس عبيدي خراجها أكثر من خراج أرضك«. [3] ومن المؤسف أنّ هذه الأموال الوفيرة لم تنفق علي تحسين أوضاع المسلمين وتطوير حياتهم، وإنّما كان الكثير منها يصرف علي الشهوات والملذّات، وقد عكست تلك الانفاقات الهائلة ترف بغداد في ذلك العصر ذلك الترف الذي تحكيه قصص (ألف ليلة وليلة) التي مثّلت حياة اللهو في ذلك العصر.


پاورقي

[1] المقدّمة: 179 ـ 180.

[2] المقدّمة: 179 ـ 180.

[3] أحسن التقاسيم للمقدسي: 64 (طبع ليدن).