بازگشت

الخلافة والوراثة


لم تخضع الخلافة الاسلامية حسب قيمها الأصلية لقانون الوراثة ولا لأي لون من ألوان المحاباة أو الاندفاع وراء الأهواء والعصبيات، فقد حارب الإسلام جميع هذه المظاهر واعتبرها من عوامل الانحطاط والتأخر الفكري والاجتماعي، وأناط الخلافة بالقيم الكريمة، والمُثل العُليا، والقدرة علي ادارة شؤون الاُمّة، فمن يتصف بها فهو المرشّح لهذا المنصب الخطير الذي تدور عليه سلامة الاُمّة وسعادتها.

وأمّا الشيعة فقد خصَّصت الخلافة بالأئمّة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السلام) لا لقرابتهم من الرسول الأعظم(صلي الله عليه وآله) وكونهم ألصق الناس به وأقربهم إليه، وإنّما لمواهبهم الربّانية، وما اتصفوا به من الفضائل التي لم يتصف بها أحد غيرهم فضلاً عن النصّ عليهم، بما لا يدع مجالاً للاختيار.

وأمّا الذين تمسكوا بعنصر الوراثة فهم العباسيّون، علي غرار الاُمويين فاعتبروها القاعدة الصلبة لاستحقاقهم للخلافة بحجة أنّهم أبناء عم الرسول(صلي الله عليه وآله) وقد بذلوا الأموال الطائلة لأجهزة الاعلام لنشر ذلك واذاعته بين الناس.

وقد هبّت إلي تأييد ودعم الوسط العباسي الأوساط المرتزقة من خلال انتقاص العلويين فتتقرب اليهم بذلك وتشهد بأنّ ذئاب بني العباس أولي بالنبي(صلي الله عليه وآله) من السادة الأطهار من آل الرسول(صلي الله عليه وآله) [1] .


پاورقي

[1] راجع حياة الإمام محمّد الجواد: 190 بتصرف بسيط.