بازگشت

علمه


لابدَّ للإمام من أن يكون واسع العلم والمعرفة، فهو أعلم أهل زمانه، وأدراهم بشؤون الشريعة وأحكام الدين مع الإحاطة بالنواحي السياسية والادارية وغير ذلك مما يحتاج اليه الناس. وقد دلّ الإمام الجواد (عليه السلام) بنفسه علي ذلك، إذخاض ـ وهو في سنّه المبكّر ـ في مختلف العلوم، وسأله العلماء والفقهاء عن أعقد المسائل الشرعية والعلمية فأجاب عنها بكل احاطة ودقة مما أدي ذلك الي انتشار مذهب أهل البيت(عليهم السلام) وتزايد الاقبال عليه في ذلك العصر وذهب كثير من العلماء الي القول بالإمامة [1] .

وقبل ان نشير الي شيء من علمه (عليه السلام) لابد أن نشير الي مصادر هذا العلم الربّاني الذي امتاز به أهل البيت (عليهم السلام).

1 ـ روي المسعودي عن عبد الرحمن بن محمد عن كلثم بن عمران أنه قال: قلت للرضا (عليه السلام): أنت تحبّ الصبيان فادع الله أن يرزقك ولداً. فقال: «إنّما اُرزق ولداً واحداً وهو يرثني. فلما ولد أبو جعفر كان طول ليلته يناغيه في مهده، فلمّا طال ذلك علي عدّة ليال، قلت: جُعلت فداك قد ولد للناس أولادقبل هذا فكل هذا



[ صفحه 31]



تعوّذه! فقال: وَيْحَك! ليس هذا عوذة إنّما أغرّه بالعلم غرّاً» [2] .

2 ـ وقد لاحظنا فيما سبق ما ورد من نصوص تأريخيّة تشهد بتكلمّه وهو في المهد الي جانب نصوص اُخري تشير الي أنه قد اُوتي الحكم صبيّاً [3] .

3 ـ وجاء أيضاً عن الإمام محمّد الجواد أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، انه قال: «قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): إن الأوصياء محدّثون يحدّثهم روح القدس ولا يرونه» [4] .

وروي أيضاً انه جيء بأبي جعفر الجواد (عليه السلام) إلي مسجد رسول الله (صلي الله عليه وآله) بعد استشهاد أبيه (عليه السلام) وهو طفل، وجاء الي المنبر ورقي منه درجة، ثم نطق فقال: «انا محمد بن علي الرضا، انا الجواد، انا العالم بأنساب الناس في الاصلاب، أنا أعلم بسرائركم وظواهركم، وما أنتم صائرون اليه، عِلمٌ منحنا به من قبل خالق الخلق أجمعين، وبعد فناء السماوات والأرضين، ولو لا تظاهر أهل الباطل، ودولة أهل الضلال، ووثوب أهل الشكّ، لقلت قولاً تعجّب منه الأوّلون والآخرون.

ثم وضع يده الشريفة علي فيه، وقال: يا محمد اصمت كما صمت آباؤك من قبل» [5] .

ومن هنا ينبغي أن نعرض بايجاز إلي بعض ما اُثر عنه من العلوم:


پاورقي

[1] حياة الإمام الجواد: 66.

[2] اثبات الوصية: 210.

[3] راجع فقرتي (أ) و (ب) من هذا الفصل.

[4] مستدرك عوالم العلوم: 23 / 159.

[5] مستدرك عوالم العلوم: 23 / 159.