بازگشت

الكوفة


وتأتي الكوفة بعد المدينة في الأهمية، فقد كان الجامع الأعظم من أهم المعاهد، والمدارس الاسلامية، فقد انتشرت فيه الحلقات الدراسية، وكان الطابع العام للدراسة هي العلوم الاسلامية من الفقه والتفسير والحديث وغيرها.

وكانت الكوفة علوية الرأي، فقد عنت مدرستها بعلوم أهل البيت (عليهم السلام) وقد حدّث الحسن بن علي الوشاء فقال: أدركت في هذا المسجد ـ يعني مسجد



[ صفحه 93]



الكوفة ـ تسعمائة شيخ كلّ يقول: حدّثني جعفر بن محمّد [1] ومن أهم الأسر العلمية التي درست في ذلك الجامع هي آل حيّان التغلبي وآل أعين، وبنو عطيّة وبيت بني دراج وغيرهم [2] .

ولم يكن الفقه وحده هو السائد في مدرسة الكوفة، وإنّما كان النحو سائداً أيضاً، فقد اُنشئت في الكوفة مدرسة النحويين، وكان من أعلامها البارزين: الكسائي الذي عهد إليه الرشيد بتعليم ابنيه الأمين والمأمون، ومن الجدير بالذكر انّ هذا العلم الذي يصون اللسان عن الخطأ قد اخترعه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فهو الذي وضع قواعده واُصوله.


پاورقي

[1] حياة الإمام موسي بن جعفر: 1 / 82.

[2] تاريخ الإسلام: 2 / 338 للدكتور حسن احبراهيم حسن.