بازگشت

الحياة الثقافية


تعتبر الحياة الثقافية في ذلك العصر من أبرز معالم الحياة في العصور الاسلامية علي الاطلاق، فقد ازدهرت الحركة الثقافية، وانتشر العلم انتشاراً واسعاً، وتأسّست المعاهد الدراسية، وشاعت الحلقات العلمية، واقبل الناس بلهفة علي طلب العلم، يقول نيكلسون: وكان لانبساط رقعة الدولة العباسية، ووفرة ثروتها، ورواج تجارتها أثر كبير في خلق نهضة ثقافية لم يشهدها الشرق من قبل، حتي لقد بدا أنّ الناس جميعاً من الخليفة إلي أقل أفراد العامة شأناً غدوا فجأة طلاّباً للعلم أو علي الأقل أنصاراً للأدب، وفي عهد الدولة العباسية كان الناس



[ صفحه 92]



يجوبون ثلاث قارّات سعياً إلي موارد العلم والعرفان ليعودوا إلي بلادهم كالنحل يحملون الشهد إلي جموع التلاميذ المتلهّفين، ثمّ يصنّفون بفضل ما بذلوه من جهد متصل هذه المصنّفات التي هي أشبه شيء بدوائر المعارف، والتي كان لها أكبر الفضل في إيصال هذه العلوم الحديثة إلينا بصورة لم تكن متوقعة من قبل [1] ونُلمح إلي بعض المعالم الرئيسية من تلك الحياة الثقافية.


پاورقي

[1] تاريخ الإسلام: 2 / 322 للدكتور حسن إبراهيم حسن.