بازگشت

اتيانه الحكم صبيا


أصبح الإمام الجواد (عليه السلام) خليفة الله تعالي في خلقه وإماماً لهم وهو لم يزل حديث السن، وذلك ما اقتضته مشيئة الله ـ جلّ جلاله ـ مثلما اقتضت ذلك مع عيسي وسليمان (عليهما السلام). وقد أثارت حداثة سنة(عليه السلام) استغراب بعض الناس وتشكيكهم، الأمر الذي دعا الإمام الجواد (عليه السلام) الي توضيح الامر لهم، وهو ما نجده في الروايات الآتية:

1 ـ قال الراوي: قلت له (لأبي جعفر الثاني (عليه السلام)): انهم يقولون في حداثة سنك، فقال: «ان الله تعالي أوحي الي داود أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعي الغنم، فأنكر ذلك عبّاد بني اسرائيل وعلماؤهم، فأوحي الله الي داود(عليه السلام) أن خذ عصي المتكلمين وعصا سليمان واجعلها في بيت واختم عليها بخواتيم القوم فاذا كان من الغد، فمن كانت عصاه قد أورقت وأثمرت فهو الخليفة، فأخبرهم داود (عليه السلام) فقالوا: قد رضينا وسلَّمنا» [1] .

2 ـ قال الراوي: رأيت أبا جعفر (عليه السلام) وقد خرج عليّ فأخذت أنظر اليه وجعلت انظر الي رأسه ورجليه، لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فبينا أنا كذلك حتي قعد، فقال: «يا عليّ! ان الله احتج في الإمامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال: (وآتيناه الحكم صبياً) [2] (ولمّا بلغ اشده) [3] (وبلغ اربعين سنة) [4] فقد يجوز أن يؤتي الحكمة وهو صبي ويجوز أن يؤتاها وهو ابن الأربعين سنة» [5] .



[ صفحه 30]



3 ـ قال الراوي لأبي جعفر (عليه السلام): يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك، فقال: «وما ينكرون من ذلك قول الله عزوجل، لقد قال الله عزّوجلّ لنبيه (صلي الله عليه وآله): (قل هذه سبيلي ادعوا الي الله علي بصيرة انا ومن اتبعني) [6] فو الله ما تبعه إلاّ علي(عليه السلام) وله تسع سنين وانا ابن تسع سنين» [7] .


پاورقي

[1] اُصول الكافي: 1 / 314.

[2] مريم (19): 12.

[3] القصص (28): 14.

[4] الأحقاف (46): 15.

[5] اُصول الكافي: 1 / 315.

[6] يوسف (12): 108.

[7] اُصول الكافي: 1 / 315.