بازگشت

ميله إلي اللهو


أمّا الميل إلي اللهو فقد أقبل عليه بنهم وفيما يلي بعض ما أثر عنه:

-لعبه بالشطرنج

ولم يكن شيء من الملاهي أحبّ إلي المأمون من الشطرنج [1] فقد هام في هذه اللعبة وقد وصفها بهذه الأبيات:



أرض مربّعة حمراء من أدم

ما بين الفين موصوفين بالكرم



تذاكرا الحرب فاحتلالها شبهاً

من غير أن يسعيا فيها بسفك دم



هذا يغير علي هذا وذاك علي

هذا يغير وعين الحرب لم تنم



فانظر إلي الخيل قد جاشت بمعركة

في عسكرين بلا طبل ولا علم [2] .



وألمّ هذا الشعر بوصف دقيق للشطرنج، ولعلّه أسبق من نظم فيه الشعر الذي أحاط بأوصافه، وكان أبوه الرشيد مولعاً بالشطرنج، وقد أهدي إلي ملك فرنسا أدواته، وتوجد حالياً في بعض متاحف فرنسا.



[ صفحه 68]



- ولعبه بالموسيقي

وكان المأمون مولعاً بالغناء والموسيقي، وكان له هوي شديد في ذلك وكان معجباً كأشدّ ما يكون الإعجاب بأبي إسحاق الموصلي، الذي كان من أعظم العازفين والمغنّين في العالم العربي، وقد قال فيه: كان لا يغنّي أبداً إلاّ وتذهب عنّي وساوسي المتزايدة من الشيطان [3] .

وكان يحيي لياليه بالغناء والرقص والعزف علي العود، ولم يمرّ اسم الله ولا ذكره في قصوره ولياليه.


پاورقي

[1] العقد الفريد: 3 / 254.

[2] المستطرف: 2 / 306.

[3] الحضارة العربية لجاك س. ريلر: 108.