بازگشت

احتجابه عن الرعية


واحتجب الأمين عن الرعية كما احتجب عن أهل بيته واُمرائه وعمّاله واستخفّ بهم [1] وانصرف إلي اللهو والطرب، وقد عهد إلي الفضل بن الربيع اُمور دولته، فجعل يتصرف فيها حسب رغباته وميوله، وقد خفّ إلي الأمين اسماعيل بن صبيح، وكان أثيراً عنده، فقال له: يا أمير المؤمنين أنّ قوّادك وجُندك وعامة رعيتك، قد خبثت نفوسهم، وساءت ظنونهم وكبر عندهم ما يرون من احتجابك عنهم، فلو جلست لهم ساعة من نهار فدخلوا عليك فإنّ في ذلك تسكيناً لهم، ومراجعة لآمالهم.

واستجاب له الأمين فجلس في بلاطه ودخل عليه الشعراء فأنشدوه قصائدهم، ثمّ انصرف فركب الحرّاقة إلي الشماسية، واصطفّت له الخيل وعليها الرجال، وقد اصطفّوا علي ضفاف دجلة، وحملت معه المطابخ والخزائن، أمّا الحرّاقة التي ركبها فكانت سفينة علي مثال أسد وما رأي الناس منظراً كان أبهي من ذلك المنظر.



[ صفحه 62]



لقد كان الأمين انساناً تافهاً قد اتجه إلي ملذّاته وشهواته ولم يُعنَ بأيّ شأن من شؤون الدولة الاسلامية.


پاورقي

[1] سمط النجوم: 3 / 306.