بازگشت

اصحاب الإمام الجواد


حفَّ جمهور كبير من العلماء والرواة بالامام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) وهم يقتبسون من نمير علومه التي ورثها عن جده رسول الله (صلي الله عليه وآله) وكانوا يدوّنون أحاديثه وكلماته وما كان يدلي به من روائع الحكم والآداب.

ولهؤلاء الأعلام يرجع الفضل في تدوين ذلك التراث القيم الذي يعد من ذخائر الثروات الفكرية في الاسلام.

لقد عمل أصحاب الائمة (عليهم السلام) بوحي من عقيدتهم الدينية التي ألزمتهم بالحفاظ علي أحاديث الائمة الاطهار وتدوينها، والتي يرجع اليها فقهاء الإمامية في استنباطهم للأحكام الشرعية، ولولاها لما كان لأتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هذا الفقه المتطور والعظيم الذي اعترف بأصالته وعمقه جميع رجال الفكر والقانون في العالم الاسلامي بل الانساني.

وما يدعو الي الاعتزاز بأصحاب الائمة (عليهم السلام) هو أنهم جهدوا علي ملازمة الائمة (عليهم السلام) وتدوين أحاديثهم في وقت كان من أعسر الاوقات وأشدها حراجة وأعظمها ضيقاً، فقد ضربت الحكومات الجائرة العباسية والأموية معاً الحصار الشديد علي الأئمة (عليهم السلام) ومنعت من الاتصال بهم لئلا تتبعهم الجماهير.



[ صفحه 198]



وقد بلغ التضييق علي العلماء والرواة من أصحاب الائمة حدّاً بحيث كانوا لا يستطيعون ان يجهروا باسم الإمام الذي أخذوا عنه، وإنّما كانوا يلمّحون إليه ببعض أوصافه وسماته من دون التصريح باسمه خشية القتل أو السجن.

ونظراً للحصار الأمني الذي كانت السلطة العباسية تفرضه علي الإمام الجواد (عليه السلام)، فقد أوعز (عليه السلام) لأصحابه بالتحرك في المجالات التي تتعسر عليه الحركة فيها.

ومن المجالات الأساسية التي تكتشف تحرّكات الإمام الجواد (عليه السلام) من خلالها هي تحرّكات أصحابه الذين ما كانوا يصدرون إلاّ عنه، وذلك بحكم طاعتهم له وقبولهم لإرشاداته.

والسبب في ذكرنا لأصحاب الإمام الجواد، هو أن نشاطاتهم العلمية والفكرية تعبّر عن توجهات الطليعة الواعية آنذاك تحت قيادة الإمام (عليه السلام).

وفيما يلي نستعرض طائفة من هؤلاء الأصحاب الرواة الذين يعبّرون بصدق عن مدي نشاط وسعة مدرسة الإمام الجواد(عليه السلام).