بازگشت

الإمام الجواد وقضية الإمام المهدي


قضية الإمام المهدي عجل الله فرجه من القضايا الاساسية في المسيرة الاسلامية والمتتبع لآثار الرسول (صلي الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) لا يجد أحداً منهم غفل عن الدعوة اليها أو تجاهلها.

وعلي هذا المنهج سار الإمام الجواد (عليه السلام) فطرح قضية المهدي (عج) علي الاُمة قاصداً من ذلك تركيز هذا المفهوم في أذهانها من جهة وإعدادها لاستقبال يومه من جهة ثانية، ونذكر فيما يأتي نماذج من هذه الدعوة:



[ صفحه 195]



1 ـ عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رضي الله عنه) قال: «قلت لمحمد بن علي ابن موسي (عليهم السلام): يامولاي! اني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً. فقال (عليه السلام):

ما منّا الا قائم بأمر الله، وهاد الي دين الله. ولكن القائم الذي يطهّر الله به الأرض من اهل الكفر والجحود ويملأها قسطاً وعدلاً هو الذي يخفي علي الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سميّ رسول الله وكنيته، وهو الذي تطوي له الارض، ويذل له كل صعب، يجتمع اليه من أصحابه عدّة أهل بدر: (ثلاثمائة وثلاثة عشر) رجلاً من أقاصي الارض وذلك قول الله عزوجل: (اينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً إن الله علي كل شيء قدير) [1] فاذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الاخلاص، أظهر الله أمره، فاذا كمل له العقد وهو (عشرة آلاف) رجل، خرج باذن الله تعالي، فلا يزال يقتل أعداء الله حتي يرضي الله عزوجل» [2] .

2 ـ عن أبي تراب عبد الله موسي الروياني، قال:

حدثنا عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) الحسني قال:

«دخلت علي سيدي محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن عليّ بن أبي طالب(عليهم السلام) وانا اريد ان اسأله عن القائم أهو المهدي او غيره فابتدأني فقال لي:



[ صفحه 196]



ياأبا القاسم إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب ان ينتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو الثالث من ولدي، والذي بعث محمداً (صلي الله عليه وآله) بالنبوّة وخصّنا بالإمامة، انه لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه فيملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وإنّ الله تبارك وتعالي ليصلح له أمره في ليلة، كما أصلح أمر كليمه موسي (عليه السلام) اذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسولٌ نبيٌ، ثم قال (عليه السلام): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج» [3] .

3 ـ عن حمدان بن سليمان قال: حدّثنا الصقر ابن أبي دلف، قال:

سمعت أبا جعفر محمد بن عليّ الرضا (عليه السلام) يقول:

«إنّ الإمام بعدي ابني عليّ، أمره أمري، وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمام بعده ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثم سكت. فقلت له: ياابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن؟ فبكي (عليه السلام) بكاءً شديداً، ثم قال: إنّ من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له: ياابن رسول الله لم سمّي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته. فقلت له: ولم سمّي المنتظر؟ قال: لأنّ له غيبة يكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ بذكره الجاحدون، ويكذّب بها الوقّاتون، ويهلك فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلمون.» [4] .



[ صفحه 197]




پاورقي

[1] البقرة (2): 148.

[2] الاحتجاج: 2 / 481 ـ 482.

[3] كمال الدين وتمام النعمة: 377.

[4] كمال الدين وتمام النعمة: 378.