بازگشت

نظام الوكلاء ودقة التحرك


إنّ بناء الجماعة الصالحة وتنظيم شؤونها وتحرّك الائمة (عليهم السلام) من خلالها كان هدفاً أساسيّاً لأهل البيت (عليهم السلام) وقد قاموا بإشادة صرحه منذ عصر الإمام عليّ ابن أبي طالب (عليه السلام) واستمروا بإكمال البناء وتعميق الطرح وتوسيع دائرة العمل حتي عصر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وابنه الإمام المهدي عجل الله فرجه.

لقد كانت رقابة السلطة الحاكمة علي تحرّكات أهل البيت (عليهم السلام) تزيد في ضرورة إكمال الطرح والبناء. وكان لأصحاب الأئمة (عليهم السلام) وتلامذتهم وثقاتهم دور رساليّ في تحقيق بعض أهداف الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) وكان لاتّساع دائرة افراد الجماعة الصالحة وتعدد مراكز النشاط والحضور في مختلف حواضر العالم الاسلامي أثر كبير في ايجاد وتوسيع دائرة نظام الوكلاء الذي كان قد أصبح ضرورة من ضرورات عمل الائمة(عليهم السلام) ليساعدهم علي سهولة وسرعة التحرّك والارتباط.

كما كان لازدياد الضغط والرقابة عليهم لا سيما في عصر الإمام الرضا (عليه السلام) بعد قبوله ولاية العهد ثم الإمام الجواد (عليه السلام) أثر بالغ في الاهتمام الكبير بنظام الوكلاء الذي كان يشرف عليه الإمام المعصوم مباشرة، إذا كان الارتباط بالوكلاء بحاجة الي دقة ومراقبة لحراجة الظرف المحيط بالإمام (عليه السلام).



[ صفحه 189]



إن البحث عن دقة الإمام الجواد (عليه السلام) في التحرك بعد الاعتراف بأنه الإمام المعصوم والقائد الشرعي للاُمة المسلمة الذي ورث العلم والخط الصحيح من آبائه الميامين المنتجبين (عليهم السلام) يكون بحثاً مفروغاً منه.

وإنّ دراسة حياة الإمام الجواد (عليه السلام) تكشف للدارس بشكل واضح وجليّ مدي الدقة والمتانة في التحرك عند الإمام (عليه السلام)، فكل مفردة مرتبطة مع نظيرتها ومتجانسة مع ظرفها ومعبرة عن رأي الرسالة في ذلك الموضوع.

وعند الحديث عن أساليب العمل عند الإمام (عليه السلام) يَرد هذا الكلام كذلك، وسنذكر لتوضيح هذه القضية نماذج لتبيان المقصد.

ومن اُصول التحرّك عند الإمام (عليه السلام) تجاه قواعده الشعبية يمكن ذكر ما يلي: