بازگشت

تلامذة مدرسة الامام الجواد


جري أئمتنا الطاهرون علي سنة النبي الأكرم (صلي الله عليه و آله و سلم) في بذل اقصي الجهد لتربية و تعليم الناس، و ينبغي الالتفات الي ان عملهم هذا لا يمكن مقارنته بعمل المؤسسات التعليمية، و ذلك لان للمؤسسات التعليمية وقتا محددا للتدريس و التعليم، و تكون معطلة لا تقوم بأي خدمة خارج ذلك الوقت، بينما أئمتنا المعصومون عليهم السلام مقيدون بتعليم الناس و هدايتهم في جميع الأوقات، و هم يعلمون من يتصل بهم بأقوالهم و افعالهم و



[ صفحه 35]



أسلوب معاشرتهم و بكل ابعاد حياتهم اليومية، فكل من كان يحظي بمجالستهم و في اي وقت فانه يستطيع التمتع بأخلاقهم و علومهم، و اذا كان لديه سؤال فهو يستطيع ان يطرحه، و يسمع الجواب عليه، و لم تكن الأسئلة محصورة بمجال معين، فأيه مشكلة يواجهونها كانوا يستطيعون السؤال عنها و سماع الجواب عليها.

و من الواضح ان مثل هذه المدرسة لم تتيسر اطلاقا في اي مكان سوي عند الأنبياء و الأئمة (عليه السلام)، و من الطبيعي ان تكون ثمار هذه المدرسة رائعة و مباركة، و من هنا حاول الخلفاء الأمويون و العباسيون - الذين كانوا يعلمون ان الناس لوالتفتوا الي هذه الخصائص و الميزات لا نجذبوا نحو أئمة الحق و القادة الالهيين و عندئذ يهدد الخطر حكومة هؤلاء الغاصبين - بكل ما يستطيعون ان يحولوا دون اتصال الناس بقادة الاسلام الواقعيين بصورة حرة، و نستثني من ذلك سنوات قليلة من عهد الامام الباقر (عليه السلام) بسبب السلوك الانساني الذي اتبعته حكومة «عمر بن عبدالعزيز»، و في زمان الامام الصادق (عليه السلام) ايضا بسبب ضعف الحكومة الأموية التي كانت تنحو نحو الزوال و ضعف الحكومة العباسية التي كانت حديثة العهد، فقد استطاع الناس خلال هذه الفترة ان يستفيدوا من هذين الامامين الكريمين بصورة اكثر تحررا، و من هنا نلاحظ ان عدد طلاب الامام الصادق (عليه السلام) و الرواة منه يناهز عددهم اربعة آلاف رجل [1] ، بينما



[ صفحه 36]



نلاحظ في المراحل التاريخية الاخري ان عدد طلاب بعض الأئمة (عليه السلام) و الرواة منهم قليل جدا، و كمثال علي ذلك فان اصحاب و طلاب الامام الجواد عليه السلام و الرواة منه قد يقارب عددهم مائة و عشرة اشخاص، [2] و يدل هذا علي مدي صعوبة الاتصال بهذا الامام الكريم في ذلك الزمان.

و مع كل هذا فان بين هؤلاء الأفراد المعدودين توجد شخصيات لامعة نشير الي بعضهم كنموذج فحسب:


پاورقي

[1] رجال الشيخ الطوسي ص 342-142.

[2] رجال الشيخ الطوسي ص 409-397.