بازگشت

و أثمرت الشجرة


استقدم المأمون الامام الجواد عليه السلام الي بغداد و زوجه ابنته، الا ان الامام (عليه السلام) لم يبق في بغداد بل عاد مع زوجته الي المدينة.

و عند العودة شيع جماعة من الناس الامام الي خارج بغداد للوداع و التجليل، فوصلوا الي مسجد قديم عند حلول وقت صلاة المغرب فدخل الامام الي ذلك المسجد ليقيم صلاة المغرب، و كانت في ساحة المسجد سدرة يابسة ليس عليها ورق، فدعا الامام بماء و تهيأ تحت السدرة فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها [1] .

و نقل عن المرحوم الشيخ المفيد انه بعد سنين عديدة شاهد بنفسه هذه الشجرة و أكل من ثمرها.

6- الاخبار باستشهاد الامام الرضا (عليه السلام): عن امية بن علي قال: كنت بالمدينة و كنت اختلف الي الامام الجواد عليه



[ صفحه 17]



السلام، و الامام الرضا بخراسان، و كان اهل بيته و عمومة من ابيه يأتونه و يسلمون عليه، فدعا يوما الجارية فقال: قولي لهم يتهيؤون للمأتم، فلما تفرقوا قالوا: ألا سألناه مأتم من؟ فلما كان من الغد فعل مثل ذلك، قالوا: مأتم من؟ قال: مأتم خير من علي ظهرها، فأتانا خبر الامام الرضا (عليه السلام) بعد ذلك بأيام فاذا هو قدمات في ذلك اليوم [2] .

7- عن محمد بن أبي العلاء قال: سمعت يحيي بن اكثم - قاضي سامراء - (و هو من اعداء اهل بيت النبوة و الامامة) بعد ماجهدت به و ناظرته و حاورته و واصلته و سألته عن علوم آل محمد فقال: بينا أنا ذات يوم دخلت اطوف بقبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فرايت محمد بن علي الرضا عليهماالسلام يطوف به، فناظرته في مسائل عندي فأخرجها الي، فقلت له: و الله اني اريد ان اسألك مسألة و اني والله لأستحيي من ذلك، فقال لي: أنا اخبرك قبل ان تسألني، تسألني عن الامام، فقلت: هو والله هذا، فقال: انا هو، فقلت: علامة؟ فكان في يده عصا فنطقت و قالت: ان مولاي امام هذا الزمان و هو الحجة [3] .

8- انقاذ الجار: روي عن علي بن جرير انه قال: كنت عند الامام الجواد عليه السلام جالسا و قد ذهبت شاة لمولاة له فأخذوا



[ صفحه 18]



بعض الجيران يجرونهم اليه و يقولون: انتم سرقتم الشاة، فقال الامام (عليه السلام): ويلكم خلوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان فاذهبوا فأخرجوها من داره، فخرجوا فوجدوها في داره، و أخذوا الرجل و ضربوه و خرقوا ثيابه، و هو يحلف انه لم يسرق هذه الشاة، الي ان صاروا الي الامام الجواد (عليه السلام) فقال: ويحكم ظلمتم الرجل فان الشاة دخلت داره و هو لا يعلم بها، فدعاه فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه [4] .

9- اطلاق سراح السجين: عن علي ابن خالد قال: كنت بالعسكر (سامراء) فبلغني ان هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا و قالوا: انه تنبأ، قال: فأتيت الباب و داريت البوابين حتي وصلت اليه فاذا رجل له فهم و عقل فقلت له: ما قصتك؟ فقال: اني كنت بالشام اعبدالله في الموضع الذين يقال انه نصب فيه رأس الحسين (عليه السلام) فبينا انا ذات ليلة في موضعي مقبل علي المحراب اذكر الله تعالي اذ رأيت شخصا بين يدي فنظرت اليه فقال: قم، فقمت فمشي بي قليلا فاذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: أتعرف هذا المقام؟ قلت: نعم هذا مسجد الكوفة، قال فصلي وصليت معه، ثم انصرف فانصرفت فمشي بي قليلا فاذا نحن في مسجد الرسول صلي الله عليه و آله و سلم فسلم علي الرسول و صلي و صليت معه، ثم خرج و خرجت معه فمشي قليلا فاذا أنا بمكة



[ صفحه 19]



فطاف بالبيت وطفت معه، ثم خرج و مشيت معه قليلا فاذا أنا بموضعي الذي كنت اعبدالله بالشام و غاب الشخص عن عيني، فبقيت معجبا حولا مما رأيت.

فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به و دعاني فأجبته ففعل كما فعل في العام الماضي، فلما اراد مفارقتي بالشام قلت له: سألتك بحق الذي اقدرك علي ما رأيت منك الا أخبرتني من انت؟ قال: انا محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام، فحدثت من كان يصير الي بخبره، فتراقي ذلك الي محمد بن عبدالملك الزيات فبعث الي من أخذني و كبلني في الحديد و حملني الي العراق و حبست كما تري وادعي علي المحال، فقلت له: ارفع عنك القصة الي محمد بن عبدالملك؟ قال افعل فكتبت عنه قصة شرحت فيها حاله فرفعتها الي محمد بن عبدالملك، فوقع في ظهرها: قل له: الذي أخرجك من الشام في ليلة الي الكوفة و من الكوفة الي المدينة و من المدينة الي مكة و ردك من مكة الي الشام ان يخرجك من حبسك هذا.

قال علي بن خالد: فغمني ذلك من امره، فانصرفت محزونا عليه، فلما كان من الغد باكرت الي الحبس لأعلمه الحال و آمره بالصبر و العزاء فوجدت الجند و أصحاب الحرس و خلقا عظيما يهرعون، فسألت عن حالهم فقيل لي: المتنبي ء المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس، فلا يدري أخسفت به الأرض أو اختطفه الطير،



[ صفحه 20]



و كان علي بن خالد هذا زيديا فقال بالامامة لما رأي ذلك و حسن اعتقاده [5] .

10- يقول ابوالصلت الهروي: و هو من اقرب اصحاب الامام الرضا عليه السلام اليه و قد اودع السجن بأمر من المأمون بعد استشهاد الامام الرضا (عليه السلام):

فحبست سنة فضاق علي الحبس، و سهرت الليلة و دعوت الله تعالي بدعاء ذكرت فيه محمدا و آله صلوات الله عليهم و سألت الله تعالي بحقهم ان يفرج عني.

فلم استتم الدعاء حتي دخل علي الامام محمد الجواد عليه السلام فقال: يا اباالصلت ضاق صدرك؟ فقلت: اي والله، قال قم فأخرجني يا اباالصلت ضاق صدرك؟ فقلت: اي و الله، قال فأخرجني ثم ضرب يده الي القيود التي كانت ففكها و أخذ بيدي و أخرجني من الدار و الحراسة والغلمة يرونني، فلم يستطيعوا ان يكلموني و خرجت من باب الدار ثم قال لي: امض في ودائع الله فانك لن تصل اليه و لا يصل اليك ابدا، فقال ابوالصلت: فلم التق مع المأمون الي هذا الوقت [6] .

11- في مجلس المعتصم العباسي: يقول زرقان، و كان صديقا حميما لابن ابي داود: رجع ابن ابي داود (و هو من قضاة بغداد في



[ صفحه 21]



عهد المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل) ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم فقلت له في ذلك، فقال و ددت اليوم اني قدمت منذ عشرين سنة، قال قلت له:

و لم ذاك؟ قال: لما كان من هذا الأسود ابي جعفر محمد بن علي بن موسي اليوم بين يدي اميرالمؤمنين، قال: قلت له: و كيف كان ذلك؟ قال: ان سارقا اقر علي نفسه بالسرقة، و سأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه، فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه و قد أحضر محمد بن علي، فسألنا عن القطع في اي موضع يجب ان يقطع؟ قال: قلت: من الكرسوع (اي طرف الزند الذين يلي الخنصر الناتي ء عند الرسغ).

قال: و ما الحجة في ذلك؟ قال: قلت لان اليد هي الاصابع و الكف الي الكرسوع، لقول الله في التيمم:

«فامسحوا بوجوهكم و ايديكم» [7] .

واتفق معي في ذلك قوم.

و قال آخرون: بل يجب القطع من المرفق. قال: و ما الدليل علي ذلك؟ قالوا: لان الله لما قال:

«فاغسلوا وجوهكم و ايديكم الي المرافق» [8] .

في الوضوء دل ذلك علي ان حد اليد هو المرفق.



[ صفحه 22]



قال: فالتفت الي محمد بن علي (عليه السلام) فقال: ماتقول في هذا يا اباجعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فيه يا أميرالمؤمنين. قال: دعني مما تكلموا به! أي شي ء عندك؟ قال اعفني عن هذا يا أميرالمؤمنين، قال: أقسمت عليك بالله لما اخبرت بما عندك فيه.

فقال: أما اذا أقسمت علي بالله اني اقول انهم اخطأوا فيه السنة، فان القطع يجب ان يكون من مفصل اصول الأصباع فيترك الكف (و المقصود هو قطع الأصباع الأربعة دون الابهام). قال: و ما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): السجود علي سبعة أعضاء: الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين، فاذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها و قال الله تبارك و تعالي:

«و ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا» [9] .

يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها، و ما كان لله لم يقطع [10] .



[ صفحه 23]



قال: فأعجب المعتصم ذلك و أمر بقطع يد السارق من مفصل الاصابع دون الكف.

قال ابن ابي داود: قامت قيامتي و تمنيت اني لم أك حيا [11] .


پاورقي

[1] ليرجع من احب التفصيل الي نور الابصار للشبلنجي ص 179، واحقال الحق - ج 12 ص 424، والكافي - ج 1 ص 497، وارشاد المفيد ص 304، و المناقب - ج 4 ص 390.

[2] اعلام الوري ص 350.

[3] الكافي - ج 1 ص 353، البحار ج 50 ص 68.

[4] البحار - ج 50 ص 47، نقلا عن خرائج الراوندي.

[5] ارشاد المفيد ص 304، اعلام الوري ص 347، احقاق الحق - ج 12 ص 427، الفصول المهمة ص 289.

[6] منتهي الآمال، قسم حياة الامام الرضا (عليه السلام) ص 67، عيون اخبار الرضا - ج 2 ص 247، البحار - ج 49 ص 303.

[7] سورة المائدة - الآية 5.

[8] سورة المائدة - الآية 5.

[9] سورة الجن - الآية 18.

[10] المسجد (بكسر الجيم أو بفتحها، و جمعه مساجد) بمعني محل السجدة، و كما ان بيوت الله و الأمكنة التي توضع عليها الجبهة هي محال للسجود فكذا نفس الجبهة و الأعضاء الستة الأخري التي نسجد بها فهي تعتبر محال للسجود أيضا، و من هنا فقد فسرت «المساجد» في هذه الرواية بمعني الأعضاء السبعة التي نسجد بها. و في رواية اخري عن الامام الصادق (عليه السلام) واردة في كتاب الكافي و رواية في تفسير علي بن ابراهيم القمي فسرت «المساجد» فيهما بالأعضاء السبعة أيضا. و قد فسر الشيخ الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه «المساجد» بأعضاء السجود السبعة أيضا. و قد نقل هذا المعني عن «سعيد بن جبير» و «و الزجاج» و «الفقراء» كذلك.

و لا بد من الالتفات الي ان تفسير «المساجد» بالأعضاء السبعة لو لم يكن صحيحا لاعترض الفقهاء الذين كانوا حاضرين في مجلس المعتصم علي كلام الامام. و لما كان المعتصم نفسه عربيا و يفهم معني «المساجد»، فلو كان في المعني الذي ذكره الامام لها اشكال لاعترض عليه المعتصم. لكنه لما لم يكن اعتراض لا من جانب الفقهاء الحاضرين في المجلس و لا من جانب المعتصم ايضا علي تفسير الامام، وقد اذعن له المعتصم و علم بمضمونه فانه يعرف ان المساجد كانت تعني عندهم اعضاء السجود السبعة او علي اقل تقدير يعتبر هذا احد معانيها.

(ليرجع من شاء التفصيل الي تفسير الصافي - ج 2 ص 752، و تفسير نورالثقلين - ج 5 ص 440، و تفسير مجمع البيان - ج 10 ص 372).

[11] تفسير العياشي - ج 1 ص 319، ج 50 ص 5.