بازگشت

امامة هذا الامام الكريم


ان الامامة كالنبوة موهبة الهية يمنحها الله تعالي لمن هو اهل لها



[ صفحه 12]



من عباده المصطفين، و لا دخل للعمر في هذه الموهبة النادرة. و لعل من يستبعد نبوة و امامة الطفل الصغير او يتصورها مستحيلة قد خلط بين الأمور الالهية السماوية و الشؤون العادية، و تصورها بشكل واحد، بينما الواقع ليس كذلك، فالامامة و النبوة مرتبطة بارادة الله تعالي، و هو يمنحها للعباد الذين يعلم - بعلمه اللا محدود - أهليتهم لهذا المقام الرفيع، و لا مانع من اعطاء جميع العلوم احيانا - بناء علي مصالح معينة - لطفل صغير السن فيبعثه نبيا أو يند به للامامة و هو في مرحلة الطفولة.

و قد وصل الي مقام الامامة الشامخ الامام الجواد عليه السلام و هو في سن الثامنة أو التاسعة.

يقول «معلي بن محمد»:

بعد استشهاد الامام الرضا عليه السلام رأيت الامام الجواد فنظرت الي قده لأصف قامته لأصحابنا فقعد ثم قال يا معلي ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال «و آتيناه الحكم صبيا» [1] يقول محمد بن الحسن بن عمار:

كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة و كنت أقمت عنده سنتين اكتب عنه يا يسمع من اخيه - يعني اباالحسن (عليه السلام) - اذ دخل عليه ابوجعفر محمد بن علي الرضا



[ صفحه 13]



(عليه السلام) المسجد - مسجد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولارداء فقبل يده و عظمه، فقال له ابوجعفر (عليه السلام): يا عم اجلس رحمك الله فقال: يا سيدي كيف اجلس و انت قائم، فلما رجع علي بن جعفر الي مجلسه جعل أصحابه يوبخونه و يقولون: أنت عم ابيه و أنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال اسكتوا اذا كان الله عزوجل - و قبض علي لحيته - لم يؤهل هذه الشيبة و أهل هذا الفتي و وضعه حيث وضعه، أنكر فضله؟! نعوذ بالله مما تقولون، بل أنا له عبد [2] .

يقول عمر بن فرج: قلت للامام الجواد (عليه السلام): ان شيعتك تدعي انك تعلم كل ماء في دجلة و وزنه؟ و كنا علي شاطي ء دجلة، فقال (عليه السلام): يقدر الله تعالي ان يفوض علم ذلك الي بعوضة من خلقه ام لا؟ قلت: نعم يقدر، فقال: أنا اكرم علي الله تعالي من بعوضة و من اكثر خلقه [3] .

و يقول علي بن حسان الواسطي:

حملت معي اليه (للامام الجواد حيث كان صغير السن) من الآلة التي للصبيان بعضا من فضة، و قلت اتحف مولاي أباجعفر (عليه السلام) بها فلما تفرق الناس عنه عن جواب لجميعهم قام فمضي الي صريا و اتبعته فلقيت موفقا فقلت: استأذن لي علي ابي



[ صفحه 14]



جعفر عليه السلام فدخلت و سلمت فرد علي السلام و في وجهه الكراهة و لم يأمرني بالجلوس فدنوت منه و فرغت ما كان في كمي بين يديه فنظر الي نظر مغضب ثم رمي يمينا و شمالا ثم قال: ما لهذا خلقني الله، ما أنا و اللعب؟ فاستعفيته فعفي عني فخرجت [4] .

1- جانب من اخباره الغيبية و معجزاته: بعد استشهاد الامام الرضا عليه السلام سافر الي مكة لأداء مراسم الحج ثمانون شخصا من علماء و فقهاء بغداد و المدن الأخري، و في أثناء الطريق عرجوا علي المدينة للقاء الامام الجواد (عليه السلام) أيضا، فنزلوا في بيت الامام الصادق عليه السلام حيث كان خاليا آنذاك، و كان الامام عليه السلام طفلا فدخل الي مجلسهم و عرفه للحاضرين شخص يسمي «موفق» فنهضوا جميعا احتراما له و سلموا عليه. و عندئذ طرحوا أسئلتهم و كان الامام يجيب عليها بشكل رائع ففرح الجميع (حيث شاهدوا فيه سيماء الامامة و اطمأنوا بامامته اكثر) و أثنو عليه و دعوا له...

يقول أحد هؤلاء و هو اسحاق بن اسماعيل:

في السنة التي خرجت الجماعة الي ابي جعفر (عليه السلام) أعددت له في رقعة عشرة مسائل لأسأله عنها و كان لي حمل فقلت: اذا أجابني عن مسائلي سألته ان يدعو الله لي ان يجعله ذكرا، فلما سألته الناس قمت و الرقعة معي لأسأله عن مسائلي فلما نظر الي قال



[ صفحه 15]



لي: يا ابايعقوب سمه احمد، فولد لي ذكر فسميته احمد، فقلت: شكرا لله، لا شك ان هذا هو حجة الله [5] .

2- يقول عمران بن محمد الأشعري: دخلت علي الامام الجواد عليه السلام و قضيت حوائجي و قلت له: ان ام الحسن تقرئك السلام و تسألك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها، قال: قد استغنت عن ذلك. فخرجت ولست ادري ما معني ذلك، فأتاني الخبر بأنها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما أو أربعة عشر يوما [6] .

3- عن احمد بن حديد قال: خرجت مع جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق، فلما دخلت المدينة لقيت الامام الجواد عليه السلام في بعض الطريق فأتيته الي المنزل فأخبرته بالذي اصابنا فأمر لي بكسوة واعطاني دنانير، و قال: فرقها علي اصحابك، علي قدر ما ذهب، فقسمتها بينهم، فاذا هي علي قدر ما ذهب منهم لا أقل و لا أكثر [7] .

4- عن محمد بن سهل القمي انه قال: كنت مجاورا بمكة فصرت الي المدينة فدخلت علي الامام الجواد (عليه السلام) واردت أن أسأله عن كسوة يكسونيها فلم يتفق أن أسأله حتي و دعته و أردت الخروج فقلت اكتب اليه و أسأله. قال: فكتبت اليه الكتاب فصرت الي المسجد علي أن اصلي ركعتين و استخير الله مائة مرة، فان وقع في قلبي ان ابعث اليه بالكتاب بعثت، و الا خرقته،



[ صفحه 16]



ففعلت فوقع في قلبي ان لا ابعث فخرقت الكتاب، و خرجت من المدينة، فبينما أنا كذلك اذ رأيت رسولا و معه ثياب في منديل يتخلل القطار و يسأل عن محمد بن سهل القمي حتي انتهي الي، فقال: مولاك بعث اليك بهذا و اذا ملاءتان... [8] .


پاورقي

[1] الارشاد للمفيد ص 306.

[2] الكافي - ج 1 ص 322.

[3] البحار - ج 50 ص 100، عيون المعجزات ص 113.

[4] دلائل الامامة 212، البحار - ج 50 ص 59.

[5] عيون المعجزات ص 19، ملخصا.

[6] البحار - ج 50 ص 43، خرائج الراوندي ص 237.

[7] البحار - ج 50 ص 44، نقلا من خرائج الراوندي.

[8] خرائج الراوندي ص 237، البحار - ج 50 ص 44.