المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رؤوف بالعباد
الحمد لله خالق الأكوان و الأجرام من سماوات و أرضين، و شموس و أقمار و كواكب، و سبحانه عزوجل علي دقة حركتها و بداعة سيرها و حسن نظامها، و الحمد لله خالق الناس و جاعلهم شعوبا و قبائل موزعين علي سطح البسيطة، مع تباين طبائعهم و اختلاف ألسنتهم و تعارض أمزجتهم، و جعل التقوي و التعاون معيارا للتفاضل فيما بينهم، و أرسل اليهم الأنبياء و الرسل لتنظيم امورهم الدنيوية و الاخروية.
و الحمد لله الذي لا شريك له في اموره و قضائه و قدره، و الحمد لله الذي لم يلد و لم يولد و لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
و الصلاة و السلام علي خاتم الأنبياء و المرسلين، و سيد الأولين و الآخرين، و منقذ البشرية من برائن الجهل و الظلم و التخلف و التيه في ظلمات مسالك الحياة سيدنا و نبينا و مولانا محمد بن عبدالله، و الصلاة و التحية علي آله آل الله، خيرة البشر، و انموذج الفضيلة و الكمال و السؤدد، أئمة الوري و سفن النجاة و مصابيح الهدي للناس أجمعين.
[ صفحه 8]
لما كان علم معرفة رجال الحديث من العلوم الاساسية، فأخذ الكثير من علمائنا متاعب تأليف الكتب و المجاميع الكثيرة في هذا المضمار، لكي يميزوا الصحيح من العليل و القوي من الضعيف، فرحم الله الماضين منهم و حفظ الله الباقين، حيث أناروا لنا الطريق و وضعوا النقاط علي الحروف، و انقذونا من الشك و التشكيك.
و بعد أن وجدت المكتبة الاسلامية تفتقر الي كتاب مستقل في أصحاب الامام محمد الجواد عليه السلام، قمت بعون الله و قوته بتأليف هذا الكتاب و سميته (سبل الرشاد الي أصحاب الامام الجواد عليه السلام)، ذكرت فيه الذين صحبوه أو تتلمذوا عليه أو الذين سمعوا منه مشافهة مباشرة أو بالمكاتبة، رووا عنه أو لم يرووا عنه، و ذكرت بعض ماروه عنه، و اردفت كل ترجمة ببعض المراجع التي استفدت منها في شرح حالهم.
سيدي القاري ء، استميحك العذر و العفو عن الأخطاء و الهفوات التي تعثر عليها عند تصفحك هذا الكتاب لأن ضحالة معرفتي بهذا العلم كثير، و قلة ادراكي به اكثر من أن يوصف، و لكن شدة تعلقي بالأئمة الأطهار و أصحابهم دفعني الي هذا الطريق الصعب عسي أن ينفعني يوم التناد.
عبدالحسين الشبستري
قم المقدسة في رجب سنة 1420 ه
[ صفحه 9]