بازگشت

احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي


يكني اباجعفر كان من اصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و كان عظيم المنزلة عندهما، و هو ثقة جليل القدر، و له كتاب (الجامع) و (النوادر) و يروي احاديث كثيرة عن الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و منها:

1- في التهذيب... عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال: قرأت كتاب ابي الحسن الرضا (عليه السلام) - بخطه -: «أبلغ شيعتي: أن زيارتي تعدل عندالله الف حجة و الف عمرة متقبلة كلها».

قال الراوي -: قلت لأبي جعفر (الجواد): ألف حجة؟!

قال: «اي والله، و ألف الف حجة لمن يزوره عارفا بحقه» [1] .

2- و في بحارالأنوار عن كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) بسنده عن البزنطي قال: قرأت. كتاب ابي الحسن الرضا (عليه السلام) الي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام):

«يا أباجعفر، بلغني أن الموالي - اذا ركبت - أخرجوك من الباب الصغير، و انما ذلك من بخل بهم، لئلا ينال منك أحد خيرا، فأسألك بحقي عليك: لا يكن مدخلك و مخرجك الا من الباب الكبير [2] ، و اذا ركبت فليكن معك ذهب و فضة. ثم لا يسألك أحد الا اعطيته، و من



[ صفحه 127]



سألك - من عمومتك - أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا، و الكثير اليك، و من سألك - من عماتك - فلا تعطها أقل من خمسة و عشرين دينارا و الكثير اليك، اني أريد أن يرفعك الله، فأنفق و لا تخش من ذي العرش اقتارا» [3] .

3- و عن ابن ابي نصر قال: كتبت الي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام): الخمس أخرجه قبل المؤونه أو بعد المؤونة؟

فكتب: بعد المؤونة [4] .

4- و في الكافي بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: كان أبوجعفر (الباقر) (عليه السلام) يقول: المتمتع بالعمرة الي الحج افضل من المفرد السائق للهدي. و كان يقول: ليس يدخل الحاج بشيي ء أفضل من المتعة [5] .

5- و في الكافي ايضا بسنده عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال:

سألت أباجعفر (عليه السلام) - في السنة التي حج فيها، و ذلك في سنة اثنتي عشرة و مائتين - فقلت: جعلت فداك. بأي شيي ء دخلت مكة؟ مفردا أو متمتعا؟

فقال: متمتعا.

فقلت له: أيها أفضل: المتمتع بالعمرة الي الحج أو من أفرد و ساق الهدي؟

فقال: كان ابوجعفر - الباقر - (عليه السلام) يقول: المتمتع



[ صفحه 128]



بالعمرة الي الحج أفضل من المفرد السائق للمهدي، و كان يقول: ليس يدخل الحاج بشيي ء أفضل من المتعة. [6] .

أقول: الحج علي ثلاثة أقسام: حج التمتع، و حج القران، و حج الافراد:

1- أما حج التمتع فهو أن يحرم الحاج من أحد المواقيت، و يدخل مكة، و يطوف و يصلي صلاة الطواف عند مقام ابراهيم، و يسعي، و يقصر، و يحل من احرامه.

ثم يحرم للحج، و يخرج الي عرفات، و يأتي بمناسك الحج كما هي مذكورة في محلها، و هذا الحج يقال له: حج التمتع.

2- حج الافراد، و هذا القسم و القسم الثالث يخصان أهل مكة، و من كانت المسافة بين بيته و بين مكة أقل من اثني عشر ميلا من كل جانب.

و هذا يحرم من حيث يجوز له الاحرام، ثم يمضي الي عرفات، و يأتي بمناسك الحج و عليه عمرة مفردة بعد الفراغ من الحج و الاحلال منه.

3- حج القران، و هو مثل حج الافراد، ولكنه يتميز عنه أن القارن يسوق الهدي عند احرامه،

و الهدي: ما يهدي الي بيت الله الحرام من الأضاحي كالابل و البقر و الغنم.

و في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: قلت لأبي جعفر، محمد بن علي:



[ صفحه 129]



ان قوما من مخالفيكم يزعمون [أن] أباك انما سماه المأمون الرضا، لما رضيه لولاية عهده!! فقال:

«كذبوا - والله - و فجروا، بل الله - تبارك و تعالي - سماه الرضا، لأنه كان رضي لله - عزوجل - في سمائه، و رضي لرسوله و الأئمة من بعده - صلوات الله عليهم - في أرضه».

قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضي لله - تعالي - و لرسوله و الأئمة؟.

فقال: بلي. فقلت: فلم سمي أبوك - من بينهم -: الرضا؟.

قال: «لأنه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه، و لم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام) فلذلك سمي - من بينهم - الرضا». [7] .


پاورقي

[1] كتاب التهذيب ج 6 ص 85.

[2] يستفاد من هذا الحديث انه كان لدار الامام الرضا (عليه السلام) - في المدينة المنورة - بابان: احدهما عام و الآخر خاص صغير، و كان الخدم يخرجون الامام الجواد (عليه السلام) من الباب الصغير، حتي لا يلتقي به أحد فيسأله، و لهذا كتب الامام الرضا (عليه السلام) اليه ان يخرج من الباب الكبير.

[3] كتاب بحارالأنوار ج 50 ص 103.

[4] المؤونة: القوت و النفقة.

[5] الكافي ج 4 ص 291.

[6] الكافي ج 4 ص 292.

[7] عيون الأخبار ج 1.