احمد بن حماد المروزي
كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و قد اشتبه الأمر علي بعض عظماء هذا الفن حول هذا الرجل، و لا بأس بالاشارة اليه:
لقد روي المحمودي - و هو محمد بن أحمد بن حماد -: قد كتب الي الماضي - بعد وفاة أبي -: «قد مضي ابوك، رضي الله عنه و عنك، و هو عندنا علي حالة محمودة، و لن تبعد عن تلك الحالة».
لقد صرح صاحب (جامع الرواة) ان المقصود من (الماضي) هو الامام الجواد (عليه السلام) و الظاهر أن هذا التصريح ادعاء من قائله، اذ لم نجد في الأحاديث من عبر عن الامام الجواد (عليه السلام) بالماضي. و انما ورد التعبير عن الامام الهادي (عليه السلام) بالماضي في توقيع الامام العسكري (عليه السلام) الي اسحاق بن اسماعيل: «... و لقد كانت منكم امور في ايام الماضي الي أن مضي لسبيله، صلي الله علي روحه، و في ايامي هذه كنتم بها غير محمودي الرأي...» الي آخره. [1] .
و التبس الأمر علي بعض الأعلام فذكروا وفاته في ايام الجواد (عليه السلام) اعتمادا علي كلمة: (الماضي). والله العالم بحقائق الأمور.
و في رجال الكشي عن محمد بن مسعود قال: حدثني ابوعلي المحمودي: محمد بن أحمد بن حماد المروزي قال: كتب ابوجعفر - الجواد - (عليه السلام) الي أبي - في فصل من كتابه -:
[ صفحه 123]
«فكأن قد [2] ، من يوم أو غد، ثم وفيت كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون، اما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد، ولكن من هوي هوي صاحبه فان دان بدينه فهو معه و ان كان نائيا عنه، و اما الآخرة فهي دار القرار».
و أما كنية (ابوعلي) و لقب (المحمودي) فهما لمحمد بن أحمد، لا لأبيه أحمد بن حماد، و الاحتجاج مع ابن ابي داؤد هو بين محمد بن أحمد و القاضي ابن ابي داؤد، لا بين ابيه و القاضي، ولكن بعض الأعلام ذكر هذا الاحتجاج في ترجمة أحمد بن حماد مع تصريحه ان المحمودي المكني اباعلي هو محمد بن أحمد بن حماد لا أحمد بن حماد، و الاحتجاج مروي عن المحمودي (بدون تصريح باسمه) فان كان المقصود من المحمودي: أحمد بن حماد فهو صاحب الاحتجاج، اذن فما معني كلام بعضهم: ان المحمودي المكني اباعلي هو محمد بن أحمد بن حماد لا أحمد بن حماد؟.
و ان كان صاحب الاحتجاج هو محمد بن أحمد بن حماد فما معني ذكر الاحتجاج في ترجمة أبيه: أحمد بن حماد؟
و الأمر سهل، و سنذكر الاحتجاج في حرف الميم في ترجمة محمد بن أحمد انشاءالله.
پاورقي
[1] رجال الكشي.
[2] قال الشيخ المامقاني - طاب ثراه، في حاشية التنقيح، في معني كلمة: «فكأن قد» - أي: انتهي اجله، فيكون المعني: فكأن قد انتهي اجله من يوم، او ينتهي اجله في غد.